من نوادر الاصمعي

عدد الرسائل : 2 تاريخ التسجيل : 16/10/2008 نقاط : 0

حدثت معه حادثة غريبة وكانت ردة فعلة أغرب وأدهى وأذكى
.
تبدأ القصة بالخليفة أبى جعفر المنصور:-
&&&
كان هذا الخليفة لدية قدرة غير عادية على الحفظ ، فكان يحفظ القصيدة بمجرد أن يسمعها مرة واحدة ، وكان عنده غلام يحفظ القصيدة من مرتين سماع وكان عنده جارية تحفظ القصيدة بمجرد أن تسمعها ثلاثة مرات.
والشعراء هم الضحايا:-
&&&
كان الشاعر يدخل على أبى جفعر المنصور فيلقى قصيدته :
فيقول أبوجعفر:- لقد سمعت هذه القصيدة من قبل.
فيقول الشاعر:- كيف وقد كتبتها أمس.
فيكرر أبوجعفر له القصيدة كاملة _حتى ولو كانت ألف بيت_ فيذهل الشاعر.
فينادى على الغلام فيقول له أسمعت بتلك القصيدة من قبل ويذكر له المطلع يقول له نعم ويعيد عليه القصيدة كاملة ، فيسرع وينادى الجارية ويفعل معها مثل الغلام فتتذكر له القصيدة.
فيخرج الشاعر مذهولا ويكاد أن يشك فى نفسه وفيما كتب.
ولما تكرر الأمر مع أكثر من شاعر أجتمع الشعراء وحاولوا أن يجدوا حلا لتلك القضيه.
فأنبرى منهم الأصمعى وقرر أن يتخفى ويذهب لأبى جعفر وبالفعل ذهب له وجلس بين يديه فقال له سأقول لك شيئا لم تسمع به من قبل وأتفقوا على مبلغ من المال إذا نجح الشاعر بأن يقول قصيدة لم يسمع بها أبى جعفر من ذى قبل _معتمدا على ذاكرته والغلام والجارية_ وتم تحديد مبلغ كبير وأنشد الأصمعى قائلا:-
&&&
صوت صفير البلبل
صَـوْتُ صَفِيْـرِ البُلْبُــلِ
هَـيَّـجَ قَلْبِـيَ الثَمِــلِ
الـمَاءُ وَالـزَّهْـرُ مَعَــاً
مَـعَ زَهـرِ لَحْظِ الـمُقَلِ
وَأَنْـتَ يَـاسَيِّــدَ لِـي
وَسَيِّـدِي وَمَـوْلَـى لِـي
فَكَـمْ فَكَـمْ تَـيَّمَنِــي
غُـزَيِّـلٌ عَـقَيْقَــلـي
قَطَّفْـتُ مِـنْ وَجْنَتِــهِ
مِـنْ لَثْـمِ وَرْدِ الخَجَـلِ
فَقَـالَ بَـسْ بَسْـبَسْتَنِـي
فَلَـمْ يَجّـدُ بـالقُبَــلِ
فَـقَـــالَ لاَ لاَ لاَ لاَ لاَ
وَقَــدْ غَـدَا مُهَــرْولِ
وَالـخُودُ مَالَـتْ طَـرَبَـاً
مِـنْ فِعْـلِ هَـذَا الرَّجُـلِ
فَوَلْـوَلَـتْ وَوَلْـوَلَــتُ
وَلي وَلي يَـاوَيْـلَ لِــي
فَقُـلْـتُ لا تُـوَلْـوِلِـي
وَبَـيِّنِـي اللُـؤْلُـؤَلَـي
لَمَّـا رَأَتْـهُ أَشْـمَـطَـا
يُـرِيـدُ غَيْـرَ القُبَــلِ
وَبَـعْـدَهُ لاَيَـكْـتَفِـي
إلاَّ بِطِيْـبِ الوَصْلَ لِــي
قَالَـتْ لَهُ حِيْـنَ كَـذَا
انْهَـضْ وَجِدْ بِالنَّـقَـلِ
وَفِـتْيَـةٍ سَـقَـوْنَنِـي
قَهْـوَةً كَالعَـسَلَ لِــي
شَـمَمْتُـهَا بِـأَنْـفِـي
أَزْكَـى مِـنَ القَرَنْفُــلِ
فِي وَسْـطِ بُسْتَانٍ حُلِـي
بالزَّهْـرِ وَالسُـرُورُ لِـي
وَالعُـودُ دَنْ دَنْـدَنَ لِـي
وَالطَّبْـلُ طَبْ طَبَّلَ لِـي
وَالسَّقْفُ قَدْ سَقْسَـقَ لِـي
وَالرَّقْـصُ قَدْ طَبْطَبَ لِـي
شَوَى شَوَى وَشَـاهِـشُ
عَـلَـى وَرَقْ سِفَرجَـلِ
وَغَـرَّدَ القِمْـرِ يَصِيـحُ
مِـنْ مَلَـلٍ فِـي مَلَـلِ
فَلَـوْ تَـرَانِـي رَاكِـباً
عَلَـى حِمَـارٍ أَهْــزَلِ
يَـمْشِـي عَلَـى ثَلاثَـةٍ
كَـمَشْيَـةِ العَـرَنْجِـلِ
وَالـنَّـاسُ تَرْجِمْ جَمَلِـي
فِي السُـوقِ بالـقُلْقُلَـلِ
وَالكُـلُّ كَعْكَعْ كَعِكَـعْ
خَلْفِـي وَمِنْ حُوَيْلَـلِـي
لكِـنْ مَشَيـتُ هَـارِبا
مِـنْ خَشْيَـةِ العَقَنْقِـلِي
إِلَـى لِقَــاءِ مَلِــكٍ
مُـعَظَّــمٍ مُـبَجَّــلِ
يَـأْمُـرُلِـي بِـخَلْعَـةٍ
حَمْـرَاءْ كَالـدَّمْ دَمَلِـي
أَجُـرُّ فِيـهَا مَـاشِـيـاً
مُـبَغْــدِدَاً لـلذِّيَّــلِ
أَنَـا الأَدِيْـبُ الأَلْمَعِـي
مِنْ حَـيِّ أَرْضِ المُوْصِـلِ
نَظِمْـتُ قِطعاً زُخْرِفَـتْ
يَعْجِـزُ عَنْهَا الأَدْبُ لِـي
أَقُـوْلُ فِـي مَطْلَعِـهَـا
صَـوْتُ صَفيـرِ البُلْبُـلِ&&&
فبالطبع سكت الخليفة والغلام والجارية _ولهم كل الحق_ ونجح الأصمعى فيما خطط لما كان يملكه من لغة وحاسة مرهفة وجزالة فى اللفظ ومرونة فى المعانى والتأليف بين المعانى كل تلك الاسباب ساعدت بأن تكون قصيدته محط الأنظار إلى وقتنا هذا.
وكسب الأصمعى الرهان وكان مبلغ كبير من المال ، وأصر الخليفة أن يجعله يكشف وجهه وعرف أنه الأصمعى.

و أرجع المال في الأخير شعر رائع لا يكتبه إلا الأصمعي

حقا انها من نوادره ولكن سمعتها بغير هذه الكلمات ربما تختلف