--------------------------------------------------------------------------------
المقدمــــــــــــــــــة :-
« من ترك قديمه تاه في جديدة » هذه المقاولة تداولها العرب و إننا لنجدها صادقة حقا ولكي لا نتوه في جديدنا ما علينا إلا تصفح سجل تاريخنا.
ولهذا السبب ارتأينا في تكريس كل جهدنا لإنجاز بحثنا هذا ونعود بالتاريخ الى الماضي وننزع الغطاء ونكتشف حقيقة وجرائم المستعمر الفرنسي ونعرف صمود الشعب الجزائري وتكاثفه لطرد هذا العدو الظالم، حيث تمثل بحثنا هذا في كيفية التحضير الثورة الاندلاع الى الفاتح من نوفمبر 1954 والمراحل التي مرت بها هذه الثورة من اندلاعها الـــى استقلالها (1954 – 1962)، واستخلاص في آخر المطاف في كيفيــة تضحية المجاهدين على هذه الأرض الطاهرة أكثر من عزة أنفسهم حيث ضحوا عليها بالنفس والنفيس. وكيفية استرجاع الجزائـــر سيادتها وديمقراطيتها.
التحضير لإندلاع الثورة :-
لقد تم وضع اللمسات الأخيرة للتحضير لإندلاع الثورة التحريرية في إجتماعي 10 و 24 أكتوبر 1954 بالجزائر من طرف لجنة (الستة) ناقش المجتمعون قضايا هامة هي :
* إعطاء تسمية للتنظيم الذي كانوا بصدد الإعلان عنه يدخل محل اللجنة الثورية للوحدة والعمل قد اتفقوا على إنشاء جبهة التحرير الوطني وجناحها العسكري المتمثل في جيش التحرير الوطني وتهدف المهمة الأولى للجبهة في الاتصال بجميع التيارات السياسية المكونة للحركة الوطنية قصد حثها على الالتحاق بمسيرة الثورة وتجنيد الجماهير للمعركة الحاسمة ضد المستعمر الفرنسي.
* تحديد تاريخ إندلاع الثورة التحريرية : كان إختيار ليلة الأحد الى الإثنين أول نوفمبر 1954 كتاريخ إنطلاق العمل المسلح تخضع لمعطيات تكتيكية عسكرية منها : وجود عدد كبير من جنود وضباط جيش الإحتلال في عطلة نهاية الأسبوع يليها إنشغالهم الإحتلال بعيد مسيحي، وضرورة إدخال عامل المباغتة.
* تحديد خريطة المناطق وتعيين قادتها بشكل نهائي ووضع اللمسات الأخيرة لخريطة المخطط الهجومي في ليلة أول نوفمبر.
- المنطقة الأولى : الأوراس مصطفى بن بوالعيد
- المنطقة الثانية : الشمال القسنطيني ديدوش مراد
- المنطقة الثالثة : القبائل كريم بلقاسم
- المنطقة الرابعة : الوسط رابح بيطــاط
- المنطقة الخامسة : الغرب الوهراني العربي بن مهيدي
وكان تحديد كلمة السر ليلة أول نوفمبر 1954 من طرف : خالــد وعقبـــة
I/- إنشاء المنظمة السرية 1947 :
- ظهرت للوجود أول منظمة عسكرية سرية عام 1947، كانت النواة الأولى لميلاد جبهة التحرير الوطني والخطوة الأولى لإعداد الثورة.
- سندت " لمحمد بلوزداد " مهمة إنشاء المنظمة السرية. وما جاء في نظامها الداخلي :
* التجنيد محدود :
العضو المجند لا بد أن تتوفر فيه الشروط التالية :
- الاقتناع، السرية، الشجاعة، الفعالية، الإستقرار- القدرة الجسمية.
* الخدمة غير محدودة
* العضو المجند لا بد أن يمر بإمتحان وأن يؤدي القسم وأن لا يغادر التنظيم في الوقت الذي يشاء، وأن حدث فإنه يعد هاربا.
كان هدفها العمل من أجل إعداد ضباط الجيش الجزائري تمهيدا لخوض الكفاح المسلح.
نظمت المنظمة مجموعة من العملية الفدائية كان أهمها : عملية سويداني بوجمعة مع بعض المناضلين عام 1948 بالهجوم على مخزن المفرقعات وعملية بريد وهران في 07/04/1949 لتأمين الأموال اللازمة للعمليات المقبلة.
وهي بذلك تقوم بخلق جو القلق في الإدارة الإستعمارية .
وفي 1950 تمكنت السلطات الفرنسية من إكتشاف المنظمة وإلقاء القبض على بعض مناضليها وهرب البعض الآخر الى الجبال وأصدرت صدهم في 1951 أحكاما بالشجن من عامين الى مدى الحياة مع الأشغال الشاقة ودفع الغرامات
جدول يمثل الأعضاء الرئيسيون في المنظمة الخاصة والمهمة المسندة لهم
الأعضاء الرئيسيون
المهمة المسندة لهم
- محمد بلوزداد
- رئيسا من سنة 1947 الى 1948
- حسين آيت أحمد
- رئيسا من سنة 1948 الى 1949
- أحمد بن بلــة
- رئيسا من سنة 1949 الى 1950
- محمد يوسفــي
- قائد قطاع وهران
- محمد بوضياف
- قائد قطاع الجزائر
- عبد القادر بلحاج
- مندوب وطنــي
- حسين الأحول
- منســـــق
II/- أزمة حركة إنتصار الحريات الديمقراطية 1950 – 1953 :-
مرت حركة الإنتصار للحريات الديمقراطية بعد 1947 بمرحلة صعبة جدا، فقد ظهرت بها أزمات حادة وخلافات كادت أن تبعدها عن أهدافها السياسية ومنها :
1.- الأزمة البريرية ومحاولة بعض المناضلين تكوين حزب داخل الحركة.
2.- قضية الأمين دباغين وإبعاده عن الحزب بسبب خلاف شخصي بينه وبين مصالي الحاج.
3.- دخول الحركة اللعبة الفرنسية وجريانها وراء الإنتخابات وقد اعتبر البعض هذه العملية خيانة.
4.- ظهور بالحركة جناحان مختلفتان، أحدهما يفضل العمل السياسي للحصول على نتائج، والآخر يرى ضرورة استعمال كل الوسائل بما فيها العنف الثوري للحصول على الإستقلال.
5.- كشف المنظمة السرية وسجن العديد من أعضائها.
6.- إلقاء القبض على مصالي الحاج سنة 1952 ونفيه الى فرنسا.
في ظل هذه الظروف الصعبة حاول مناضلوا الحركة وضع برنامج عمل جديد يتماشى والتطورات المستجدة.
ففي شهر أفريل 1953 عقد الحزب مؤتمرا هاما أعلن فيه إتخاذ التدابير التالية :-
أ – إتخاذ قرار لإعادة تشكيل المنظمة السرية.
ب – وضع حد لسياسة المشاركة في الإنتخابات
ج- إنتخاب قيادة جديدة
د- التأكيد على مبدأ القيادة الجماعية
ةقد عارض رئيس الحزب مصالي الحاج الذي كان مبعدا في فرنسا هذه القرارات وطالب بإعطائه السلطة المطلقة في تسيير الحزب مدعيا أن الظروف الحالية تستدعي رئيسا واحدا، فرفضت أغلبية الأعضاء طلبه، وحدثت الأزمة حيث إنقسم الحزب على نفسه الى :
- نزعة تضم أنصار رئيس الحزب (المصاليون)
- نزعة تضم أنصار اللجنة المركزية (المركزيون)
وقد تطورت الخلافات بينهما وتبادل التهم باحتكار المناصب الحزبية العليا والابتعاد عن المبادئ والأهداف المنشودة الأمر الذي دفع بكلتا الكتلتين الى عقد مؤتمرين أحدهما في بلجيكا وقد دعا إليه مصالي الحاج من 13-15/07/1954 والثاني بمدينة الجزائر بين 13-16/08/1954 دعا إليه حسين لحول وجماعته أي المركزيين.
وبرز طرف ثالث يضم المنظمة السرية وقد حاول أعضاءها إصلاح الوضع وفك النزاع وتوحيد مناضلي الحزب لكن هذه المحاولات باءت كلها بالفشل.
III/- ظهور اللجنة الثورية للوحدة والعمل (الدور الفعال للتيار الثوري) :
عندما فشل أنصار المنظمة السرية في التوفيق بين الطرفين لجأوا الى إنشاء " اللجنة الثورية للوحدة والعمل " في مارس 1954 بهدف الإعداد للثورة المسلحة.
وفي شهر جويلية 1954 عقدت جماعة 22 ( من أعضاء اللجنة الثورية) إجتماع لها في الجزائر العاصمة وقررت نبذ كل النزاعات والشروع في الكفاح المسلح، كما تم تشكيل لجنة الست (مصطفى بن بوالعيد – ديدوش مراد – العربي بن مهيدي – رابح بيطاط – كريم بلقاسم – محمد بوضياف) وأضيف الى هؤلاء الأعضاء الموجودين في الخارج (أحمد بن بلة – محمد خيضر – آيت أحمد حسين).
وفي 23 أكتوبر 1954 عقدت لجنة الست إجتماعا تقرر فيه ضرورة الشروع في الكفاح المسلح، وتشكيل جبهة التحرير الوطني لتقود هذا الكفاح، وتحديد تاريخ ذلك بيوم الإثنين 1 نوفمبر 1954 الساعة 0 (صفر).
IV/- الإجتماعات الحاسمة :
1.- إجتماع 21 + 1 (مجموعة 22) :
كان في جوان 1954 في المدنية بأعلى العاصمة برئاسة " مصطفى بن بوالعيد " الأكبر سنا في منازل المناضل . " إلياس دريس " دام الإجتماع يوما واحد إنبثق عنه أو مجلس للثورة يتكون من (05) أعضاء، وبإضافة ((كريم بلقاسم في منطقة القبائل في أوت 1954 أصبحو (06) ستة، خمسة قادة المناطق وبوضياف منسقا وطنيا.
في الجلسة المسائية كان الإتفاق على تفجير الثورة لكن السؤال المطروح :
هل تفجر الثورة في الحين أم تؤجل لإتمام إجراءات التنظيم ؟.
وحسم الموقف " سوداني بوجمعة " بتدخله والدموع في عينيه منقدا المتمردين قائلا : نعم أولا هل نحن ثوريون ؟ إذن ما ننتظر لتقوم بهذه الثورة إذا كنا مخلصين صادقين مع أنفسنا "
2.- إجتماع 10 أكتوبر 1954 :
كان في منزل المناضل " مراد بوقشودة " حتى " لا يوانت بيسكاد " غرب مدينة الجزائر (الرايس حميدو حاليا) طرح فيه وسائل مختلفة مثل :
- التمثل السياسي للثورة : وتم الإتفاق على :
الإعتماد على النفس وتفضيل قيادة جماعية من خلال هيئة سياسية وعسكرية ووقع الإتفاق على إسم الهيئة وهو " جبهة التحرير الوطني " و جناحها العسكري " جيش التحرير الوطني "
- كما تم تقسيم البلاد الى خمس (05) مناطق وتم تعيين أعضاء الوفد الخارج في قيادة أركان الثورة مع الإحتفاظ بعضو يتهم داخل الوفد الخارجي لجبهة التحرير الوطني.
3.- إجتماع 23 أكتوبر 1954 " إجتماع الحسم " :
أنعقد في ذات المكان لإجتماع 10 أكتوبر وفيه حسم الأمور جميعها منها :
- تم الإتفاق على التمثيل السياسي للثورة المتمثل في " جبهة التحرير الوطني" وجناح العسكري للثورة يتمثل في " جيش التحرير الوطني " وتقسيم البلاد الى خمسة مناطق ثورية والولايات التاريخية.
- إعتماد القيادة الجماعية " مجلس لاثورة مع اعتماد التسيير اللامركزي.
- الإتفاق على الإجراءات التنظيمة المصاحبة لإندلاع الثورة " بيان أول نوفمبر "وتحديد يوم وساعة قيام الثورة، وذلك في يوم الإثنين 1 نوفمبر 1954 على الساعة (0) تمت المصادقة على محتوى وثيقة نداء أول نوفمبر 1954 الذي يؤكد على :
- إعادة بناء الدولة الجزائرية الديمقراطية الإجتماعية ضمن إطار المبادىء الإسلامية، وإحترام جميع الحريات الأساسية – التطهير السياسي – تجميع وتنظيم الطاقات السليمة لتصفية الإستعمار – تدويل القضية الجزائرية .
وقد تم توزيع هذا النداء يوم أول نوفمبر 1954 غداة إندلاع الكفاح المسلح على كامل التراب الوطني.
أعضاء مجموعة الـ 22 :
- محمد بوضياف
- عبد الحفيظ بوصوف
- مصطفى بن بوالعيد
- رمضان بن عبد المالك
- العربي بن ميهدي
- محمد مشاطي
- مراد ديدوش
- عبد السلام حباشي
- رابح بيطاط
- رشيد ملاح
- عثمان بلوزداد
- السعيد بوعلي
- محمد مرزوقي
- زيغود يوسف
- الزبير بوعجاج
- لخضر بن طوبال
- إلياس دريس
- عمار بن عودة
- بوجمعة سوداني
- مختار باجي
- أحمد بوشعيب
- عبد القادر العمودي
المنطقة
القائــد
النائب
الإطار المكافىء
01
- مصطفى بن بوالعيد
شيحاني بشير
أوراس – النمامشة
02
- ديدوش مراد
زيغود يوسف
الشمال القسنطيني
02
- كريم بلقاسم
عمر أوعمران
القبائل الكبرى
04
- رابح بيطاط
سويداني بوجمعة
الجزائر وضواحيها
05
- محمد العربي بن مهيدي
بن عبد المالك رمضام
وهران وضواحيها
**/- مقتطف من كلمة محمد بوضياف : لإعداد الكفاح المسلح :-
« وهكذا إتصلتت بزيغود يوسف وبن طوبال وبن عودة وسويداني بوجمعة وبوشعيب محمد ..... وبما أننا على إتفاق داخل اللجنة الثورية حول المطالب، كان من الواجب في إنتظار التطورات التي ستحدث لا محالة – الإتصال مع مناضلي القاعدة وعقد إجتماعات لشرح الوضع، مما سيحدث في نظرنا تغييرا وتطويرا في الأوساط البيروقراطية، وذلك ما حدث بالفعل ... و خلال ثلاثة أشهر كاملة جاب إطارات المنظمة السرية القدماء كامل أنحاء البلاد ..... »
3/- أسباب الثورة التحريرية الكبرى في الجزائري 1954 – 1962 :
1.- ظروفها وأسبابها المحلية والدولية :
لقد ساعدت عدة عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية، داخلية وخارجية، على اندلاع الثورة التحريرية الكبرى، يمكن إيجازها فيما يلي :
1.- وجود الاستعمار منذ 1830، والسياسة التي سارت عليها فرنسا في الجزائر واليت تقوم أساسا على محاولة محو الشخصية الجزائرية وإخضاع البلاد بالقوة .
2.- الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية السيئة التي كان يعاني منها الشعب والتي زادت من اشتعال حماس الحركة الوطنية وكره الفرنسيين لأنهم السبب في هذه الوضعية السيئة.
3.- عقم النضال السياسي حيث فشلت الحركات السياسية في الوصول الى مطامح الشعب بالطرق السلمية وبالتالي ضرورة اللجوء الى العمل المسلح.
4.- أزمة حركة الانتصار للحريات الديمقراطية 1953، فقد انقسم الحزب على نفسه، وقام أنصار المنظمة السرية بتكوين " اللجنة الثورية للوحدة العمل " التي قررت الخروج من النشاط السياسي والشروع في الكفاح المسلح، وبالتالي وضع الأحزاب أمام الأمر الوقع.
5.- انتشار موجه التحرر في العالم الثالث في الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية وحصول الكثير من الدول على استقلالها وكان هذا مشجعا لقيام الثورة في الجزائر.
6.- نجاح الثورة المصرية 1952 وبداية الكفاح المسلح في تونس والمغرب.
7.- فقد فرنسا مكانتها الدولية بعد الحرب العالمية الثانية وضعف قوتها العسكرية، بالإضافة الى هزيمتها في حرب الفيتنام سنة 1954، وكان لهذا أثره الكبير في نفوس الجزائريين، يحث خلصهم من عقدة الخوف الي لازمتهم مدة طويلة، واصبحت لهم ثقة في تحقيق النصر.
هذه العوامل مجتمعة كانت كافية لإندلاع الثورة التحريرية الكبرى.
ففي صباح أول نوفمبر 1954 وقعت العديد من الهجومات المتزامنة في جميع أنحاء الجزائر، على مختلف الأهداف الإستراتيجية والعسكرية الفرنسية، واستطاع الثوار بإمكانياتهم البسيطة المتمثلة في بنادق الصيد والأسلحة المحلية، أن يستولوا على كميات معتبرة من أسلحة وذخيرة العدو وفي نفس اليوم، وزعت جبهة التحرير الوطني بيان أول نوفمبر لتوضح للشعب الجزائري الأسباب الحقيقية للثورة وأهدافها وأسسها لتحقيق الإستقلال التام .
II/- ردود الفعل الأولية :
1.- الوطنيـــــة :-
نظرا لأن الإعداد للثورة المسلحة كان محاط بالسرية التامة، فإن إندلاعها كان مفاجأة للجميع، الأمر الذي أحدث ردود فعل مختلفة سواء بالنسبة للشعب الجزائري أو بالنسبة للأحزاب الجزائرية.
أ.- الشعب الجزائري :
بارك الشعب الجزائري الثورة المسلحة ورأى فيها الأمل الوحيد لتحقيق مطامحه في الحرية والإستقلال، فأحتضن لاثورة وساهم فيها بالنفس والنفيس.
ب.- الأحزاب الجزائرية :
شعرت الأحزاب الجزائرية بالدهشة وأثر المفاجأة وبنوع من التخوف من النتائج وخاصة من الفشل ويعود ذلك الى أن البعض كان ضد العمل المسلح، والبعض الأخر كان يرى بأن وقت الثورة لم يحن بعد، أو لأنه لم يكن صاحب المبادرة فيها ولأنها اندلعت بغير علمه. لكن هذه المواقف تغيرت بعد سنة 1956 خصوصا بعد الانتصارات التي تحققت علي الصعيدين الداخلي والخارجي .
* بالنسبة للمصاليين : عارضوا مبدئيا الكفاح المسلح، ووصفوا الثورة بأنها حوادث مماثلة لحوادث المغرب وتونس، وفي الأخير إنظم كثير منهم الى الجبهة وشارك في الكفاح وظل مصالي الحاج والأقلية الباقية على الرفض حتى الإستقلال.
* بالنسبة للمركزيين : وصفوا الثورة بأنها حوادث خطيرة واعتداءات يعاقب عليها القانون، لكن هذا الموقف سرعان ما تغير، حيث انظم أغلبهم الى الثورة وقاموا بأدوار كبيرة في الكفاح، وقد تولى رئيسهم " ابن خدة " رئاسة الحكومة الجزائرية المؤقتة الأخيرة.
* بالنسبة للاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري : فإنه بقى متحفظا من تأييد الثورة ولم ينظم إليها في البداية وظل يقترح حلولا سياسية، وفي سنة 1956 قام فرحات عباس بحل الحزب وانظم الى الثورة ومعه أغلب الأعضاء واستطاع أن يصبح رئيسا للحكومة الجزائرية المؤقتة الأولى.
* بالنسبة لجمعية العلماء المسلمين : فإن موقفها لم يضح في البداية ولم يتبلور في مساندة الثورة حتى سنة 1956 حيث أنظم الكثير من أعضائها الى الجبهة وشاركوا في الكفاح التحريري.
2.- الفرنسيـــة :-
تجاهلت فرنسا الثورة التحريرية الجزائرية وأطلقت على الثورة أسماء مختلفة مثل قطاع الطرق، الخارجون عن القانون، العصابات ............
كما دعت بأنها محدودة في منطقة معينة هي الأوراس، واعتبرتها خارجية حيث إتهمت مصر وتونس والتصريحات التالية تبين هذه المواقف :
- تصريح الحاكم العام روجي ليونارد :
" في الليلة الماضية اقترف نحو ثلاثين اعتداء في عدة جهات من القطر من طرف عصابات إرهابية صغيرة ... وقد إتخذت الحماية والقمع التي يستلزمها الموقف ....
- تصريح الجنرال " دالجي " :
" إن أوراس القريب مباشرة من تونس قد أصبح ملجأ للفلاقة المضيق عليهم في تونس ... وإلى هؤلاء انضمت عناصر محلية يعمها السلب والنهب أكثر من الإيديولوجيات السياسية .....
- تصريح وزير الداخلية " فرانسوا متيران " :
" لا يمكن أن تكون هناك محادثات بين الدولة والعصابات المتمردة التي تريد أن تحل محلها ومن هؤلاء المتمردين هناك تونسيون وجزائريون وقد لعبت مصر الدور الذي نعرفه " .
وقامت السلطات الفرنسية بممارسة كل أنواع الإرهاب والتعذيب في حق المواطنين الأبرياء ومن جهة أخرى أسرعت الى طلب العون من باريس لعجز القوات الموجودة بالجزائر عن حماية نفسها، أتفقت مع قيادة الحلف الأطلسي لسحب فرقتين مجهزتين بمعدات الحلف لترسلهم للجزائر للقضاء على الثورة الجزائرية. كما قامت الحكومة بتنصيب " جال سويتيان " حاكما عاما على الجزائر خلفا للجنرال " روجي ليونارد " الذي فشل في إخماد الثورة، وأقام هذا الحاكم الجدي حصارا عسكريا على منطقة الأوراس في محاولة إفشال الثورة وفي نفس الوقت أعلن تطبيق الإصلاحات متجاهلا الأسباب الحقيقية للثورة الجزائرية
3.- ردود الفعل الدولية :-
انقسم العالم بين مؤكد ومعارض للثورة الجزائرية، فقد سارعت بلدان العالم الثالث الى تأييدها وفي مقدمتها الدول العربية التي انتعشت معنويات شعوبها بقيام الثورة خاصة بعد الحملة الإعلامية التي قام بها صوت العرب للتعريف بهذه الثورة وأهدافها والظروف التي اندلعت فيها. أما الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الإمريكية وبريطانيا فقد وفقت بجانب فرنسا وأيدته في سياستها تجاه الجزائر وخير دليل على ذلك تصريح " دوغلاس ديون " سفير الولايات المتحدة في باريس حيث قال : " إن السياسة الفرنسية في شمال إفرقيا تحظى بالتأييد المطلق من الولايات المتحدة .... إننا سنساعد فرنسا في الجزائر. ففي المجال الديبلوماسي مثلا بمعارضتها تسجيل قضية الجزائر في الأمم المتحدة، وفي المجال العسكري بإمدادها بالطائرات العسكرية وغيرها من الوسائل والتجهيزات ... لأن الجزائر ... تكون جزء لا يتجزأ من الأراضي الفرنسية .... "
ومن المعلوم أن هذه المواقف السلبية تجاه الثورة التحريرية قد تغيرت فيما بعد، بعد الإنتصارات التي تحققت على أرض الواقع.
1