مصائب رأس السنة الميلادية في العالم الغربي
إذا كان المعنى اللغوي للعيد أنه الذي يعود بالفرح والمرح
والسرور فإن العقلية البناءة (!!) للحضارة المعاصرة أبت
إلا أن تجعل منه شيئاً آخر، إذ إن كثير من الناس في ليلة عيد
الميلاد ويومه يمكثون في بيوتهم أو في خماراتهم يعربدون،أما في ليلة
رأس السنة الجديدة فإنهم يخرجون إلى الاحتفالات بسكرهم وعربدتهم،
وتقع كنتيجة حتمية وأثر من آثار شرب أم الخبائث كثير من الجرائم والمصائب
التي تتحدث عنها وسائل إعلام القوم في مثل هذه المناسبات، وكثيرا ما نقرأ ونسمع
عن تلك الاعتقالات التي تتم في صفوف المحتفلين، والتي تكون بالعشرات بل بالمئات،
وعادة ما تكون أثرا من آثار الاعتداء على الناس وإصابتهم .
كما أنه لا تخلوا سنة من السنوات من حالات القتل وأحيانا بالعشرات ، ناهيك عن الأموال التي تبذل بلا حساب.
أما عن الرذيلة التي تنتشر في هذه الاحتفالات فحدث عنها ولا حرج، خصوصا وأنهم هيئوا لذلك ما يساعد على الفاحشة وفعل المنكر من ذلك أنه إذا جاءت الساعة الثانية عشر- منتصف الليل ـ ، أُطفئت الأنوار ، فيقبل كل شخص من بجانبه مدة تزيد عن خمس دقائق ،وتكون الأماكن مرتبة بحيث يكون كل رجل بجانبه امرأة، سواء كان يعرفها أو لا يعرفها، ويعلم كل واحد منهما أن الآخر سيقبله في الوقت الذي تطفأ فيه الأنوار، وليس المقصود من إطفاء الأنوار الستر، بل يعبرون بذلك عن نهاية عام ، وبداية عام جديد .
فلذلك تجد كثيراً من شباب المسلمين وشيبهم يحرصون على حضور هذه الاحتفالات في بلاد الغرب أو الشرق ، لكي لا تفوتهم هذه المراسم ، ويخسرون في سبيل ذلك المال الكثير ، ويعتبرون ذلك فرصة يجب أن تُنتهز؛ لأنَّها – كما يزعمون – من ليالي العمر التي لا تُنسى !!!.
وهناك احصاءات تقول أن عدد الأولاد غير الشرعين يرتفع ارتفاعا ملحوظا وظاهرا كأثر من آثار تلك الليلة التي يحتفل فيها بميلاد المسيح كما يزعمون ، أو الليلة الأخرى التي يحتفلون فيها برأس السنة الميلادية.
إن فلسفة هؤلاء القوم تنطلق في جذورها من أصول وثنية، لتنتهي في نهاية المطاف إلى السعي للتخلص من كل ما يمت إلى الدين الصحيح بصلة، ولذلك نجد أن جل الاحتفالات التي يقيمونها ، نقصد الاحتفالات الدينية ـ هي في جوهرها تمرد على مقومات الدين ، خذ إليك أخي القارئ احتفالاتهم بما يعرف بالكرنفالات والتي تكون عادة قبل حلول وقت الصيام، وأصل كلمة كرنفال لاتيني، ومعناها "وداعًا أيها اللحم"، والصيام عند أتباع الكنيسة الكاثوليكية هو الامتناع عن تناول اللحم فقط. وكان ميلاد تلك الأعياد في القرن الثاني عشر الميلادي، أيام سـيطرة الكنيسـة على البلاد والعباد سيطرة استبدادية، بلغت مستوى دمويًا خانقًا كما هو معروف عن "حرق النساء والعلماء"..، ومن مفارقات الصيام عندهم أن جعلوا ما يسبقه أياما لفعل كل شيء بلا أدنى حرج ، على زعم أن أيام الصيام مقبلة وفيها يُمحى ما فعل، وقد يصل الحال في بعض المناطق إلى تحرش النساء بالرجال علنا حتى يصل الأمر إلى حد الزنا، وذلك خصوصا فيما يعرف بيوم النساء حيث يقتحمن مجالس بلديات المدن والقرى، فتكون لهن كلمة الأمر والنهي..ولكن في ماذا؟..
لم يَعُد يوجد شيء في تلك العادة سوى الإباحية، ففي اليـوم المذكور تتحول الدوائر الحكومية، والمدارس المختلطة، ومباني الشركات، وسواها إلى ساحة للمجون، يتجنبه العقلاء بأخذ إجازة، فهمّ
المرأة في ذلك اليوم، وفيما تعتبره تمردًا على الرجل أن تتحرّش بمن تشاء، ويكتفي بعضهن
بقص رابطات العنق، ويتمادى بعضهن الآخر إلى اقتراف الزنى مع من يعرفن أو لا
يعرفن من الرجال. وكان من الفارين من يوم النسوة المستشار الألماني
جيرهارد شرودر، فجعله موعدًا لزيارة رسمية لواشنطون، وقال
بوضوح: (نعم.. هذا هروب من يوم النسوة، فلا أحد يعلم ما يمكن
أن يصنعنه، وفي الحكومة عدد كبير منهن أعرفهن، فأنا أعي
والجنون فنون .. ولله في خلقه شؤون .
والحمد لله على نعمة الإسلام في مبدإ الأمر ومنتهاه .