عباس هلالي مشرف عام
عدد الرسائل : 597 العمر : 44 المزاج : عأدي البلد : الهواية : المزاج : تاريخ التسجيل : 23/05/2008 نقاط : 210
| موضوع: شاعر وقصيدة أبو الطيب المتنبي الجمعة 6 يونيو - 13:53 | |
| أبو الطيب المتنبي وقصيدة على قدر أهل العزم سيرة ذاتية أبو الطيب احمد بن الحسين المعروف بالمتنبي من اصل عربي ينتهي إلى كهلان من القحطانية. ولد في الكوفة سنة 915 من أسرة فقيرة في محلة تدعى "كندة" فنسب إليها، وكان أبوه سقاء في الكوفة يستقي على جمله لأهل محلة كندة ويعرفه القوم بعبدان السقاء، والمرجح أن أمه ماتت وهو طفل، فقامت له جدته مقام الأم. ونشأ الفتى في الكوفة، أحد مواطن الحضارة العباسية وأهم موطن للشيعة ، وما لبث أن اشتهر بقوة الذاكرة وشدة النباهة والذكاء، والجد في النظر إلى الحياة، والمقدرة على نظم الشعر. وفي سنة 925م استولى القرامطة على الكوفة، ففر الشاعر مع ذويه إلى السماوة الشرقية، ومكث فيها سنتين اختلط خلالهما بالبدو حتى تمكن من ملكة اللغة العربية الأصيلة؛ ثم عاد إلى الكوفة سنة 927م، واتصل بأحد أعيانها أبي الفضل الكوفي. وكان أبو الفضل قد اعتنق مذهب القرامطة فتشرب الشاعر المذهب القرمطي. قدم سيف الدولة انطاكية سنة 948 وبها أبو العشائر الحمداني ولديه المتنبي يمدحه، فقدمه إلى سيف الدولة وأثنى عليه. وكان سيف الدولة عربياً يملك على حلب منذ سنة 944، وكان محباً للأدب وأصحابه، يجمع في بلاطه عدداً كبيراً من الأدباء والشعراء حتى قال ابن خلكان: "يقال انه لم يجتمع بباب أحد من الملوك؛ بعد الخلفاء، ما اجتمع ببابه من شيوخ الشعر، ونجوم الدهر". فضم سيف الدولة الشاعر الجديد إليه، ورجع به إلى حلب، فنال المتنبي لديه حظوة كبيرة، وصحبه في بعض غزواته وحملاته على الروم والبدو. وقد لاقت نفسية الشاعر احسن ملاءمة مع نفسية الامير، فكانت تلك الحقبة أطيب حقبة في حياة المتنبي وأخصبها، فقد حاز لدى سيف الدولة من الإكرام ما لم يحزه شاعر آخر، وطار له في الشعر صيت طوى البلاد؛ ولكن كثر من جراء ذلك حساده؛ وراحوا يرمونه بالوشايات وهو يقاومهم بعنف وكبرياء، حتى نغصوا عليه العيش؛ وقد لاحظ في آخر عهده عند سيف الدولة جفوة من الأمير وانحرافاً، إذ جرت في حضرته مناظرة بين الشاعر وابن خالويه أدت إلى المهاترة والغضب، وضرب ابن خالويه الشاعر بمفتاح شج به رأسه؛ فغادر المتنبي حلب وفي نفسه حنق جبار وحزن أليم عميق على فردوسه المفقود. توجه الشاعر إلى دمشق ولكنه لم يلبث فيها طويلاً، واتى الرملة بفلسطين، فسمع كافور الإخشيدي بأخباره فطلبه. وكان كافور عبداً زنجياً. وقصد المتنبي الفسطاط عاصمة مصر الاخشيدية إذ ذاك ومدح كافوراً فوعده بولاية طمعاً في إبقائه بالقرب منه؛ ورأى المتنبي في ذلك الوعد تحقيقاً لأحلامه في السيادة التي لم تبارحه سحابة حياته، ووسيلة لقهر حساده؛ وانقضت سنتان والوعد لا يزال وعداً، فشعر أبو الطيب بمكر كافور وتبين حيلته، فانحاز إلى قائد اخشيدي اسمه أبو شجاع فاتك لقي منه حسن التفات واخلاص ومودة، إلا أن الحظ لم يمتعه به طويلاً، فمات أبو شجاع فجأة وترك للشاعر لوعة واحتداماً، وقد عزم أن يهرب، ولكن كافوراً مانعه في ذلك وضيق عليه، خشية من لسانه وهجائه؛ وفي كانون الثاني من سنة 962 سنحت الفرصة فهرب المتنبي، وهجا كافوراً هجاء ضمنه كل ما في نفسه من مرارة واحتقار. وراح يضرب في البلاد، قاصداً العراق؛ وقد وصف رحلته هذه في قصيدة شهيرة عدد فيها الأماكن التي مر بها وختمها بهجاء كافور، قدم الشاعر بغداد ومكث فيها نحو سنة التف حوله، في خلالها، جماعة من علماء اللغة والنحو كعلي البصري، والربعي، وابن جني، فشرح لهم ديوانه واستنسخهم اياه؛ ثم برح بغداد وقصد ابن العميد في أرجان، وكان ابن العميد وزير ركن الدولة البويهي، فانتهى إليه في شباط من سنة 965م. قدم الشاعر بغداد ومكث فيها نحو سنة التف حوله، في خلالها، جماعة من علماء اللغة والنحو كعلي البصري، والربعي، وابن جني، فشرح لهم ديوانه واستنسخهم اياه؛ ثم برح بغداد وقصد ابن العميد في أرجان، وكان ابن العميد وزير ركن الدولة البويهي، فانتهى اليه في شباط من سنة 965م ومدحه، ولبث عنده نحو ثلاثة أشهر، ثم انطلق إلي شيراز نزولا عند طلب عضد الدولة السلطان البويهي، ولقي حظوة كبيرة، ومدح السلطان بقصائد عدة، وفي شهر آب من سنة 965م غادره متشوقاً إلى بلاده، وودعه بقصيدة كانت آخر ما نظم، مطلعها: فِدى لكَ مَن يُقَصِرُ عن مَداكا فلا مَلِكٌ إذَنْ إلا فِداكا مقتله: ترك المتنبي شيراز وعاد إلى ارجان، ووقف قليلاً في واسط بالعراق، ثم نوى الوصول إلى بغداد؛ فحذر كثيراً من اللصوص الذين يكمنون في الطريق من واسط إلى بغداد إلا انه لم يصغِ إلى أحد، وسار مع ابنه وبعض غلمانه، فعرض له فاتك بن جهل الأسدي في جماعة، وكان الشاعر قد هجا أخته، فقتل المتنبي وتناثر ديوانه الذي خطه بيده، وذلك في شهر أيلول من سنة 965م بعد حياة حافلة بالطموح والفشل. قصيدة على قدر أهل العزم يمدحه ويذكر بناءه ثغر الحدث سنة ثلاث وأربعين وثلاث مئة (954م): على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم يكلف سيف الدولة الجيش همه وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم ويطلب عند الناس ما عند نفسه وذلك ما لا تدعيه الضراغم يفدي أتم الطير عمراً سلاحه نسور الفلا أحداثها والقشاعم وما ضرها خلق بغير مخالب وقد خلقت أسيافه والقوائم هل الحدث الحمراء تعرف لونها وتعلم أي الساقيين الغمائم سقتها الغمام الغر قبل نزوله فلما دنا منها سقتها الجماجم بناها فأعلى والقنا يقرع القنا وموج المنايا حولها متلاطم وكان بها مثل الجنون فأصبحت ومن جثث القتلى عليها تمائم طريدة دهر ساقها فرددتها على الدين بالخطي والدهر راغم تفيت الليالي كل شيء أخذته وهن لما يأخذن منك غوارم إذا كان ما تنويه فعلاً مضارعاً مضى قبل أن تُلقى عليه الجوازم وكيف ترجي الروم والروس هدمها وذا الطعن أساس لها ودعائم وقد حاكموها والمنايا حواكم فما مات مظلوم ولا عاش ظالم أتوك يجرون الحديد كأنما سروا بجياد ما لهن قوائم إذا برقوا لم تعرف البيض منهم ثيابهم من مثلها والعمائم خميس بشرق الأرض والغرب زحفه وفي أُذن الجوزاء منه زمازم تجمع فيه كل لسن وأمةٍ فما يفهم الحداث إلا التراجم فلله وقت ذوب الغش ناره فلم يبق إلا صارم أو ضبارم تقطع ما لا يقطع الدرع والقنا وفر من الفرسان من لا يصادم وقفت وما في الموت شك لواقف كأنك في جفن الردى وهو نائم تمر بك الأبطال كلمى هزيمةً ووجهك وضاح وثغرك باسم تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى إلى قول قومٍ أنت بالغيب عالم ضممت جناحيهم على القلب ضمة تموت الخوافي تحتها والقوادم بضرب أتى الهامات والنصر غائب وصار إلى اللبات والنصر قادم حقرت الردينيات حتى طرحتها وحتى كأن السيف للرمح شاتم ومن طلب الفتح الجليل فإنما مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم نشرتهم فوق الأحيدب كله كما نثرت فوق العروس الدراهم تدوس بك الخيل الوكور على الذرى وقد كثرت حول الوكور المطاعم تظن فراخ الفتخ أنك زرتها بأماتها وهي العتاق الصلادم إذا زلقت مشيتها ببطونها كما تتمشى في الصعيد الأراقم أفي كل يوم ذا الدمستق مقدم قفاه على الإقدام للوجه لائم أينكر ريح الليث حتى يذوقه وقد عرفت ريح الليوث البهائم وقد فجعته بابنه وابن صهره وبالصهر حملات الأمير الغواشم مضى يشكر الأصحاب في فوته الظبى لما شغلتها هامهم والمعاصم ويفهم صوت المشرفية فيهم على أن أصوات السيوف أعاجم يسر بما أعطاك لا عن جهالة ولكن مغنوما نجا منك غانم ولست مليكا هازماً لنظيره ولكنك التوحيد للشرك هازم تشرف عدنان به لا ربيعة وتفتخر الدنيا به لا العواصِم لك الحمد في الدر الذي لي لفظه فإنك معطيه وإني ناظم وإني لتعدو بي عطاياك في الوغى فلا أنا مذموم ولا أنت نادم على كل طيار إليها برجله إذا وقعت في مسمعيه الغماغم ألا أيها السيف الذي ليس مغمداً ولا فيه مرتاب ولا منه عاصم هنيئاً لضرب الهام والمجد والعلى وراجيك والإسلام أنك سالم ولم لا يقي الرحمن حديك ما وقى وتفليقه هام العدى بك دائم | |
|