عام جديد
تقييم جديد و أهداف جديدة
1428-1429 هـ
.
.
كل عام أنتم بخير , أيام قليلة تفصلنـا معشـر المسلمين عن بداية عام هجري جديد , فنودع عام سابق و نستقبل عام قادم لا نعرف ما يحمله لنا , في هذه الأيام اعتاد جزء من شباب الإسلام تقليد أصحاب الملل و الديانات الأخرى من عبدة البقر و الأوثان و عبدة الصليب و النجوم فيحتفلوا بهكذا مناسبات بالأغاني و الحفلات و السهر في الطرقات ... و ما ينبغي لنا و نحن أخوان سيد الأنام صلى الله عليه وسلم أن يكون هذا حالنـا ...
أحبتي , الإنسان منا ما هو إلا مجموعة من الأيام قدَّر الله تعالى عددها فمنح كل شخص منـا عدداً محدداً من الأيام و في يوم الحساب ستفتح الصفحات و يقرأ كل واحد منـا ما كتب بيده في تلك الصفحات فإن خير فله و إن شر فعليه ... نسأل الله العفو و العافيـة ...
أحبتي في الله وقفت مع نفسي كثيراً قبل أن أكتب هذه الكلمات لأبحث عن الطريقة المثالية للاستفادة من هكذا مناسبة و كان أن هداني الواحد الأحد إلى أن هذه الأيام لابد أن تكون أيام تقييم و تخطيط , تقييم لما مضى و تخطيط لما سيأتي , ليقف كل واحد منـا في جلسة مع نفسه و أعماله فيما مضى و يسألها و يراجعها ماذا فعلت من خير و ماذا فعلت من شر ... ثم يرفع عينه و ينظر للأمام و قد استحضر نجاحات العام الماضي و عثراته و يخطط لما سيأتي ...
فبمجرد انتهاء العام تجمع أعمالك صالحها و طالحها و ترفع إلى الله , فيا ترى كيف رفعت أعمالنا ؟ هل رفعنا أعمال يَبْيَضُ وجهي لها يوم القيامة أم يسودُ –و العياذ بالله- .... فحال الواحد منا كحال ذلك الفلاح الذي يقطف من بستانه الثمرات فيضعها في صندوق ليبيعها في السوق , فإن اختار أكثر الثمار جودة و لذة أبيَّض وجهه في السوق و باعها بأغلى ثمن , و إن اختار ثماراً سيئة , أسوَد وجهه في السوق و لم يجد من يشتريها منه , و إن خلط بين الجيد و السيئ كان وضعه في السوق حرجاً و باعها بثمن قليل ...
فيا ترى ما حال أعمالنا التي خطفناها في العام الماضي ؟