منتدى مسيف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى مسيف

 

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خلافات تتسع وتمزق يزداد(ج1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صلاح الدين
مشرف
مشرف



ذكر
عدد الرسائل : 297
الموقع : moussa540@gmail.com
البلد : خلافات تتسع وتمزق يزداد(ج1) 3dflag11
الهواية : خلافات تتسع وتمزق يزداد(ج1) Readin10
المزاج : خلافات تتسع وتمزق يزداد(ج1) 3810
تاريخ التسجيل : 08/06/2008
نقاط : 196
حكمة اليوم : جراحي وماذا تكون الجراح*** أليست جراحي هدايا القدر

خلافات تتسع وتمزق يزداد(ج1) Empty
مُساهمةموضوع: خلافات تتسع وتمزق يزداد(ج1)   خلافات تتسع وتمزق يزداد(ج1) I_icon_minitimeالسبت 3 يناير - 15:13



يدرك كل مسلم اليوم أنَّ حقيقة الخطر على العالم الإسلامي شاملة ممتدة ، تُنْذر بالمزيد من الأخطار مع كلِّ ساعة وكل يوم وكل شهر !

ما هي حقيقة الأخطار ؟! لا تقتصر الأخطار على سقوط بعض أراضي المسلمين تحت احتلال قاسٍ قوي ، كما هو الحال في فلسطين وأفغانستان والعراق وغيرها .

إن ما أصاب المسلمين في القرنين الأخيرين مآسٍ مذهلة وفواجع وهوان وإذلال . وهم حملة رسالة ربانيّة ، رسالة الإسلام ، ليبلّغوها إِلى الناس كافّة كما أُنزلت على محمد r .

ألا يستحقّ هذا الدين العظيم ، وهذه الفواجع والمآسي ، وقفة إيمانيّة ، وقفة مصارحة تُطوى فيها المجاملات وتُكشَف الحقائق ، وتُحدَّد فيها الأخطاء والعلل والأمراض ، ويتعاون الجميع على معالجة الأمراض ؟!

الخلل ممتد في واقع المسلمين . وهو السبب الرئيس في هزائمنا . إن ما أصابنا هو بقدر الله وقضائه وحكمته ، وقضاؤه حق وقدره غالب وحكمته بالغة ، والله لا يظلم أحداً ولا يظلم شيئاً . لقد ظلمنا أنفسنا !

( إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) [ يونس : 44]

وربما يقول بعضهم إن الأخطاء بسيطة ، والخلافات سنة الله ، ثم يطوون ذلك بالمجاملات والمسكنات لتخفيف الآلام والأوجاع ، والخلل يبقى والأمراض تبقى ، ولا يجدي التخدير في العلاج .

إِن الخطر المحدق بنا عظيم ، والهجمة على المسلمين واسعة ممتدة ، وإن بقاء الخلل والعلل يعرّضنا لأخطار أشد وهزائم أبعد وهوان أقسى .

إِن مـن أول واجباتنا في الوقفة الإِيمانيّة تحديد أخطائنا في دراسات منهجيّة . وحين تقوم مثل هذه الدراسات سنجد أن الخلل واسع والأخطاء كبيرة . ولا ينفع فيها أن يهاجم فريقٌ فريقاً آخر ، وينقده ويتهمه . ثمّ ينبري الفريق الآخر ليكيل الصاع صاعين ، فيمضي الزمن والخلافات تتسع والتمزّق يزداد .

ولا يمكن أن يتمّ التغيير في أنفسنا إلا إذا تولّدت القناعة الذاتيّة بضرورة التغيير ، حين تنكشف الأخطاء ، ونتبيّن هول الأخطار ، ونستشعر صدق الخشية من الله وعقابه وعذابه .

ومن لم يشعر بذلك ، ولم يدرك أخطاءه ، ولم يتبيّن حقيقة الخطر ، ولم تهزّه الخشية من الله ، فلن يشعر بضرورة التغيير . والأمر كله بيد الله ، يهدي من يشاء ويضلّ من يشاء .

لا بد أن نقتنع بأن ما أصابنـا من هزائم وفواجع وهوان هو بما كسبت أيدينا . وأن الواقع لا يتغير إلا إذا غيّرنا ما بأنفسنا ، فذلك أمر الله وحكمته :

( .. إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ.. ) [ الرعد : 11]

إنّ هذا التغيير يقتضي ، مع القناعة بضرورته ، مجاهدة النفس . فهي أول الجهاد ، والنفس أول الميادين ، فمن انتصر في هذا الميدان يمكنه أن يخوض ميداناً آخر :

فعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه عن الرسول r قال :

" المجاهد من جاهد نفسه في الله " [ رواه الترمذي وابن حبان ](1)

إِذا لم نجاهد كُلّنا أنفسنا ، ولم نغيّر ما بها ، ولم نغسل قلوبنا ، فكيف يمكن أن يُغيَّرَ واقعنا ، وأن يُبَدَّل حالنا ، والأمراض هي الأمراض والعلل هي العلل !

وإذا غيّرنا ما بأنفسنا ، فإن أول ما يتغيّر تبعاً لذلك نهج التفكير . وإن بعض المسلمين اليوم ، تحت شعار الإسلام ، يفكرون تفكيراً علمانيّاً مادِّياً معزولاً عن إشراقة الإيمان والخشية من الله والإقبال على الدار الآخرة . للإيمان والتوحيد نهجه المتميز للتفكير ، وللعلمانيّة والماديّة نهج آخر للتفكير مختلف عن النهج الإيماني :(2)
نهجُ الضلال ونهجُ الحقِّ والرشـ نهجان قد ميَّز الرحمن بينهمـا
نهج الفسـاد ولا صدقاً على فنـد لا يجمع الله نهج المؤمنين على


والنهج الإِيماني للتفكير يحتاج إِلى تربية وبناء ، وتدريب وإعداد ، يحافَظُ فيه أولاً على سلامة الفطرة التي فطر الله الناس عليها ، ثم يُغذَّى ذلك بالغذاء المنهجي الحق . فالمحافظة على سلامة الفطرة هي الحق الأول للإنسان ، الحق الذي أغفلته لجان حقوق الإنسان ، ومحافلها وساحاتها .

حَسْبُناً من الأمراض هذا التمزّق الذي نعيشه . تمزّقنا أقطاراً ودياراً ، وشيعاً وأحزاباً ، ومصالح وأهواء . حسبنا هذا الخلل ـ خلل التمزّق والفرقة ـ ، فإنه يضعفنا ويوهن من قوانا ، ويفتح منافذ وأبواباً للأعداء والمنافقين ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أُخرى ، فإِنه يُسبِّب غضَبَ الله علينا ، خاصة بعد أن لم تُفلح النذر والمواعظ في إيقاظنا .

كيف لا نكون قد أغضبنا الله في تفرُّقنا وصراعنا ونحن نرتكب بذلك مخالفة كبيرة لأمر الله ، إننا نعصيه في تفرّقنا وصراعنا وعدم التقائنا على صراطه المستقيم ، والله سبحانه وتعالى يقول :

( ولا تكونوا كالذين تفرَّقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ) [ آل عمران : 150 ]

كيف لا نكون قد أغضبنا الله سبحانه وتعالى وهو القائل في كتابه العزيز :

( وأنّ هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتّبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) [ الأنعام : 153 ]

وكذلك ، فإنَّ الجهل بالإسلام ، بالكتاب والسنَّة ، كان طاغياً يَسْحق الملايين من المسلمين الذين لم يبق لديهم من الإسلام إلا العاطفة الجارفة ، دون أن يجدوا اليد الحانية التي تبني القلوب والعقول بالعمل الحقِّ ، والدراسة الواعية ، والتدريب والرعاية ، حتى أقامت كل فرقة لها ولاءات يُنابذ بعضها بعضاً على صور شتَّى من التنابذ العلني أو السرّي ، وتوالى التمزّق مع أحداث الواقع بولادة جماعة بعد جماعة ، وانشقاق بعد انشقاق ، وفتنة بعد فتنة ، وهزيمة بعد هزيمة ، وتنازل بعد تنازل ، تنازل لم يستطع ضجيج الشعارات أن يُخْفيَه .

كلُّ ذلك كان بقدر الله وقضائه وعلمه ، ولكنَّه كان أيضاً بما كسبت أيدينا ، وبالخلل الذي امتدَّ فينا ، فالله حقَّ يقضي بالحق ، لا يظلم أبداً ، فقد حرّم الله الظلم على نفسه وجعله محرّماً بين الناس ، ولكنَّ الناس هم الذين يظلمون أنفسهم :

( إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) [ يونس : 44]

وعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه عن الرسول r أنه قال :

( يا عبادي إنّي حرَّمْتُ الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرَّماً فلا تظلموا . يا عبادي كلُّكم ضالٌّ إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ...) (1)

عدد المسلمين في الأرض يزيد عن المليارين ، يُقيمون في أرض ممتدّة واسعة لها خطرها السياسي والعسكري ، ولها أهميتها الاقتصادية بما وفّر الله سبحانه وتعالى من رزق وخيرات في بطن الأرض وظاهرها ، وما يُنْزل الله من السماء من ماء ، ومنَّ الله على المسلمين بالدين الحقّ الذي هو مصدر كلّ قوة وعدّة ، وكل نماء وخير . ملياران من المسلمين اليوم ، وقد أعطاهم الله كلَّ أسباب القوّة والعزّة ، تراهم في تخلّفٍ وضعفٍ ، وذلَّةٍ وهوانٍ ، وفي أعاصير من الفتن.

هؤلاء الملياران من يرعاهم ؟! من يرفع الجهل عن معظمهم ؟! ينتسبون إلى الإسلام انتساباً شكلياً ، فمن يبلّغهم رسالة الإسلام ومن يدعوهم إليه ويتعهّدهم عليه؟! ومن يُبلِّغ سائر الخَلْق رسالة الله كما أُنْزِلتْ على محمد r ، حتى لا يُغادروا الحياة الدنيا وهم على فتنة أو ضلال أو كفر ، أو على غير دين الإسلام ، فيدخلون النار ؟! من المسؤول عن ذلك ، وبعُنُقِ مَنْ وضع الله هذه الأمانة العظيمة لإخراج الناس من الظلمات إلى النُّور ؟!

لو رجـع كثير من المسلمين إلى أنفسهم ، وإلى ما شَغَلوا به أنفسهم وأوقاتهم ، لوجدوا أنَّ بعضاً ممَّا عملوه كان خيراً لو لم يفعلوه ، لأنه شغلهم عن تبليغ رسالة الله إلى الناس كافّة وتعهّدهم عليها ، لأنه شغلهم عن الأمانة العظيمة التي خُلِقوا للوفاء بها والتي عهد الله إليهم بها .

كم من الأموال أنفقوها في غير موضعها ، كم من الجهود بُذِلت في غير ما يريد الله منهم ؟! كم من الأموال والجهود والأوقات صُرِفت هنا وهناك ، والملايين من البشر تائهون في ضلالة عمياء وفتن هوجاء ، لم يجدوا القلب الحاني واليد الراعية ؟!

بين أيديهم وأمامهم وحولهم ، النور المشرق ، والحقّ الأكيد ، تركوه وأدبروا عنه ، وانصرفوا إلى ما حسبوه وهماً أنه يفيدهم ، أو يُنْقذهم ، أو يُصلح حالهم ! أمامهـم الصراط المستقيم ، صراطاً مستقيماً وواحداً ، لا يضلُّ عنه مؤمن ، ولا يُخْتلف عليه ، تركوه واتبعوا سبلاً شتى !

لو وقف المسلمون وقفة إيمانية ودرسوا كم أنفقوا من المال والجهد والوقت على الانتخابات ومناوراتها ، حين كان الفقراء من المسلمين أحوج إلى هذه الأموال والجهود ، الفقراء الممتدين في جميع أنحاء العالم الإسلامي ، وحين كانت ميادين أخرى أحوج للجهد والوقت والمال من تلك ، لو وقفوا تلك الوقفة لاختلفت الموازنة !

لو وقف المسلمون وقفة إيمانية يُراجعون مسيرتهم وهم يتعرَّضون للذل والهوان والتمزق ، لو وجدوا أنهم أخطؤوا حين أسرعوا فتتداعوا إلى الاشتراكية ، وإلى الديمقراطية وإلى الحداثة وإلى العلمانية ، ونسبوا هذه المذاهب إلى الإسلام ، في تقليد يَكْشف عن إفلاسٍ وهوانٍ !

لم يستطيعوا أن ينطلقوا إلى العالم بإسلامهم الحق ، بالكتاب والسنَّة واللغة العربية ، كما انطلق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يستطيعوا أن يعرضوا الإسلام في ميدان التطبيق ليقدموا الحلول العملية الإيمانية من الكتاب والسنَّة لمشكلات البشرية وأزماتها اليوم . فبدلاً من ذلك قدَّموا أشكالاً متصارعة من فهم مضطرب للإسلام ، وخلافات واسعة ، ونظريات متضاربة ، ثمَّ بدأوا يأخذون مناهج العلمانية والديمقراطية ويُلْصقون بها كلمة الإسلام أو الإسلامية ، كما ألصقوا الإسلام من قبل بالاشتراكية والحداثة . أو يقولون إن الاشتراكية من الإسلام ، والديمقراطية من الإسلام ، والحداثة من الإسـلام ، والعلمانية من الإسلام ، ومع هذه المحاولات كلها فلا الإسلام طُبِّق ولا الاشتراكية ولا الديمقراطية ولا العلمانية ! ولا كسب المسلمون رضا هؤلاء ولا هؤلاء !

أصبح همّنا الأكبر أن نُبيّن للعالم أننا متطورون ، ذلك بأخذ شعاراتهم وبعض مظاهر حضارتهم من لباس وعُري ورقص وغناء ، وما يتبع ذلك من فواحش وفساد ، دون أن نأخذ ما نحن بحاجة إليه حقيقة وما يُمدُّنا بالقوّة .

أصبح همّنا أن نثبت أننا عصريون حضاريّون تقدّميّون بتقليد الغرب فيما لا حاجة لنا به ، وفيما لا يُغْني عنا شيئاً ، لم نستطع أن نقدّم للعالمِ الإسلامَ كما أُنْزل على محمد r في ميدان النظرية والتطبيق . ولكننا قدّمنا خلافاتنا وصراعنا ومذاهب متصارعة وآراء متضاربة .

كيف نظهر عظمة الإسلام للعالم إذا كنَّا نحن لا نتمثّل حقيقة الإسلام ولم نلتقِ نحن عليه ، وإذا كنَّا شُغلنا بزخارف الحضارة الغربية ولم نستطع أن نبني صناعة قوية ، وإعداداً قوياً وصفاً واحداً كالبنيان المرصوص ؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صلاح الدين
مشرف
مشرف



ذكر
عدد الرسائل : 297
الموقع : moussa540@gmail.com
البلد : خلافات تتسع وتمزق يزداد(ج1) 3dflag11
الهواية : خلافات تتسع وتمزق يزداد(ج1) Readin10
المزاج : خلافات تتسع وتمزق يزداد(ج1) 3810
تاريخ التسجيل : 08/06/2008
نقاط : 196
حكمة اليوم : جراحي وماذا تكون الجراح*** أليست جراحي هدايا القدر

خلافات تتسع وتمزق يزداد(ج1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: خلافات تتسع وتمزق يزداد(ج1)   خلافات تتسع وتمزق يزداد(ج1) I_icon_minitimeالسبت 3 يناير - 16:02

خلافات تتسع وتمزق يزداد من جزأين بارك الله فيكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خلافات تتسع وتمزق يزداد(ج1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مسيف :: المنتدى العام :: قسم المواضيع العامة-
انتقل الى: