الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ، فإن على المسلم أن يكون جاداً في حياته مشتغلا بما خُلِق من أجله وهو عبادة الله وحده ، قال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) وان يربأ بنفسه عن مثل هذه الأمور التي تضرّه بدينه ودنياه وتشغله عن مصالحه الدنيوية والأخروية ، والقاعدة المقررة عند أهل العلم في المباحات أن ما شغل عن الواجبات أو صار وسيلة إلى ارتكاب محرم فإنه يكون حينئذ حراما ، وأما ما شغل عن المستحب ولا يكون وسيلة إلى محرم فإنه يكون حينئذ مكروها ، وما لا يشغل عن هذا ولا ذاك فإنه يكون مباحا على الأصل ، ومن نظر في أحوال المشجعين وجدهم قد انهمكوا في التشجيع ، وغفلوا عن كثير من الواجبات ومن ذلك ترك الصلاة في الجماعة وتأخيرها عن وقتها وغير ذلك مما لا يخفى ، فإذا وصل الأمر إلى هذا الحد فلا شك في التحريم حينئذ ، إضافة إلى ما يصاحب ذلك من تعلق القلب وانشغاله
والحب والبغض من أجلها ، والموالاة والمعاداة بسببها .
الشيخ : عبد الكريم الخضير.
أمارس رياضه كره السلة لذلك أنا البس الشورت في التمارين وفي المباريات هل هذا حرام ؟.
الجواب:
الحمد لله
ممارسة الرياضة جائزة إذا لم تُلْهِ عن شيء واجب ، فإن ألْهَتْ عن شيء واجب فإنها تكون حراماً ، وإن كانت ديدن الإنسان بحيث تكون غالب وقته فإنها مضيعة للوقت ، وأقل أحوالها في هذه الحالة الكراهة .
أما إذا كان الممارس للرياضة ليس عليه إلا سروال قصير يبدو منه فخذه أو أكثره فإنه لا يجوز ، فإن الصحيح أنه يجب على الشباب ستر أفخاذهم ، وأنه لا يجوز مشاهدة اللاعبين وهم بهذه الحالة من الكشف عن أفخاذهم .
فتوى الشيخ ابن عثيمين من كتاب فتاوى إسلامية ج/4 ص/430.
السؤال : سؤالي يتعلق بالملاكمة وحكمها. يفكر القائمون على مسجدنا المحلي بإقامة دورات للتدريب على الملاكمة. وأريد أن أعرف هل يجوز هذا أم لا. والسبب ذلك هو ورود حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى رجلين يتصارعان وأخبرهما بأن يتجنبا الوجه لأننا خلقنا على صورة آدم عليه السلام. وبناء على ذلك, هل يباح أن يتدرب المسلم على الملاكمة مع مسلم آخر حيث يضرب كل واحد منهما الآخر على وجهه ؟
الجواب:
الجواب :
الحمد لله
لقد جاءت الشريعة الإسلامية بإباحة كل ما يُفيد البدن ولا يضرّه وتحريم كلّ ما فيه اعتداء على البدن والاضرار به ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فإن لجسدك عليك حقاً ) أخرجه البخاري / كتاب الصوم / 1839 .
والرياضة البدنية إذا كانت خالية من الممنوعات الشّرعية فمزاولتها مفيدة وأما بالنسبة للملاكمة فهي لعبة رياضية قديمة ، مارسها الإغريق .
والملاكمة أسوأ أنواع الألعاب الرياضية بل ربما لم تكن تستحق أن تسمى رياضة رغم أن دول الغرب بصورة خاصة - حيث تنتشر الملاكمة انتشاراً كبيراً على أساس الاحتراف - تسميها الرياضة النبيلة للدفاع عن النفس لكنهم ينسون أو يتناسون أن الهدف الرئيسي هو إيذاء الخصم وطرحه أرضاً ويفضل أن يكون ذلك بالضربة القاضية - كما يسمونها - وهي ذروة درجات الفوز في الملاكمة .
( وقد ارتفعت أصوات كثيرة في برلمانات دول كثيرة تطالب بمنع ممارسة الملاكمة للمحترفين نظراً للأذى الذي يلحق بكثير من ممارسيها ، بل نجحت السويد في ذلك بينما فشلت دول كثيرة في تنفيذ هذا المنع ، رغم الأذى اللاحق بالملاكمين المحترفين بل الوفيات العديدة التي تحدث نتيجة مباشرة هذه الرياضة العنيفة .
والحقيقة أن وفاة هذا العدد الكبير من الملاكمين كان السبب وراء ارتفاع أصوات كثيرة تنادي بإلغاء هذه اللعبة أو على الأقل وضع قواعد صارمة تحد من عنفها ) عن مجلة هنا لندن العدد 413 مارس 1983م .
يقول الدكتور ( روجود وهرتي ) الناطق بلسان الهيئة الطبية البريطانية في ويلز عن أهداف الحملة التي تقوم بها الهيئة في هذا المجال : ( إننا نريد أن نظهر للعالم كله أن الملاكمة لعبة خطيرة للغاية ، ليس بسبب تزايد عدد من يلقون حتفهم بسببها فحسب ، ولكن بسبب العاهات التي تصيب أضعاف هذا العدد ، وفي سبيل تحقيق ذلك ، فإننا نحاول الضغط على هيئات رسمية مختلفة من أجل التنديد بهذه اللعبة ، وعدم اعتبارها ضمن الألعاب الرياضية ، وأؤكد هنا مرة ثانية أن خطورة اللعبة تكمن في الضرر الذي تلحقه بالمئات من ممارسيها نتيجة للعاهات التي تصيبهم .
وقد وصل عدد الملاكمين الذي لقوا حتفهم نتيجة إصابات لحقت بهم في لعبة الملاكمة ثلاثمائة وخمسين ملاكماً منذ 1945 إلى حدود سنة 1983 ) عن مجلة هنا لندن العدد 413 مارس 1983م .
الموقف الإسلامي من هذه اللعبة :
إن الأصول الإسلامية ترفض رفضاً باتاً أن يستسيغ التصور العام للأمة مثل هذا الانحراف الخطير في التوجه التربوي والفكري إلى حد يسمح بهذا الاقتتال العنيف بين أبناء الأمة بل الإنسانية جمعاء .
نذكر من هذه الأصول :
1- الضرر يزال : وقد تقدم ما في هذه الرياضة من أضرار ومخاطر على حياة الإنسان بشهادة مختصين غربيين دفعهم شعورهم الإنساني إلى محاربتها والعمل على إقصائها من قاموس الرياضات العالمية .
2- انتهاك حرمة الوجه : إن رياضة الملاكمة تقوم على استباحة لكم وجه الخصم بأقصى قوة يملكها الملاكم ، بل تعتبر من أكسب اللكمات نقطاً من أي منطقة أخرى من الجسد .
وهذا خرق سافر لقوله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة : ( وإذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه ) أخرجه البخاري ( الفتح 5/215 ) .
قال الحافظ : ( ويدخل في النهي كل من ضرب في حد أو تعزير أو تأديب ، وقد وقع في حديث أبي بكرة وغيره عند أبي داود وغيره في قصة التي زنت ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم برجمها وقال : ( ارموا واتقوا الوجه ) أخرجه أبو داود 4/152 وإذا كان ذلك في حق من تعين إهلاكه فمن دونه أولى ) انظر الفتح 5/216 .
قال النووي : ( قال العلماء : إنما نُهي عن ضرب الوجه لأنه لطيف يجمع المحاسن ، وأكثر ما يقع الإدراك بأعضائه ، فيخشى من ضربه أن تبطل أو تتشوه كلها أو بعضها ، والشين فيها فاحش لظهورها وبروزها بل لا يسلم إذا ضرب غالباً من شين ) الفتح 5/216 .
وقال في الفتح في خصوص دلالة النهي الوارد في الحديث :
( لم يتعرض النووي لحكم هذا النهي ، وظاهره التحريم ، ويؤيده حديث سويد بن مقرن الصحابي : أنه صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً لطم غلاماً فقال : ( أو ما علمت أن الصورة محترمة ) مسلم 3/1280 .
[b]