المقدم: ماذا نفهم من هذه الآية (فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29))؟
د. فاضل:
بسرعة يعني لأن الهمود لا تحتاج للسرعة قد تحتاج وقت طويل, خامدون يعني
بسرعة، الهمود يستغرق وقتاً حتى تموت النار. هذا واحد. إذن أولاً اختار
الخمود إشارة إلى سرعة سكونهم وانقطاعهم هذا أمر، والأمر الآخر أن حركتهم
وأصواتهم لأنه يقال أيضاً خمد القوم إذا سكتوا إشارة إلى أن حركتهم
وأصواتهم بعد الضجيج لا تسمع لهم صوتاً. الأمر الآخر هو اختيار الخمود
مناسب للصيحة. كان في مكان فيه ضجيج وصخب وصوت، ما الذي يقطع هذا الصوت؟
لازم صيحة أعلى منه، فجاءت صيحة أسكتتهم وأخمدتهم، صيحة عالية. هم في ضجيج
بعد قتل الرجل ضجيج وجلبة وضوضاء فجاءت الصيحة أخمدتهم، أعلى من صوتهم.
هذا أمر، الحقيقة قسم يرى أن في اختيار الخمود إشارة إلى البعث يعني
القيامة.
المقدم: كيف نفهم هذا؟
د. فاضل: يقولون الخمود لا يعني الفناء وإنما ذهاب اللهب والحرارة والإنسان عندما يموت تبقى روحه.
المقدم: أود أن أفهم ما علاقة الخمود بأن الصيحة صرعتهم؟ ولو قال همداً أيضاً نفسهم نفس الدلالة.
د. فاضل: لا، خمد معناه سكت ليس مات بالضرورة.
المقدم: أنا أفهم أنهم ماتوا.
د. فاضل: قد تأتي بالمعنى ولذلك جمعها كلها واختار الوصف
المقدم: همد تحمل معنى الموت (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً (5) الحج)
د. فاضل: يعني ماتت، همدت النار ماتت، خمدت سكنت، همدت ماتت أُطفئت
المقدم: أما خمدت فلا تحتمل معنى الموت والإطفاء
د. فاضل:
يعني الإنسان عندما يموت تخرج روحه. إذن هو إشارة إلى البعث قال (خامدون)
لم يقل هامدون، لم يصيروا رماداً وذهبوا وإنما بقت أرواحهم. ثم حقيقة من
الناحية الفنية اختيار الخمود على الهمود، صورة الجمر اليغطيه الرماد هذا
الخمود هذا أشبه بحالة الجثة التي يعلوها تراب الأرض. هذا الرماد أشبه
بحثة يعلوها تراب الأرض، هذه النار يعلوها الرماد وهم يحترقون في داخلها
هؤلاء الخامدون يحترقون في داخل هذا الرماد، يحرقهم ربهم فيه.
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 4/5/2009م:
عبد العزيز من أبو ظبي: دكتور فاضل أنت لا تأتي باللغة وإنما تأتي بالحكمة ما شاء الله فتح الله عليكم. لدي ثلاثة استفسارات من سورة الواقعة (وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٌ (22)) هنا العطف بالرفع وليس بالجرّ؟
د. فاضل:
هذا سؤال لغوي. يطوف عليهم الولدان بالأباريق والفواكه والكؤوس لكن لا
يطوفون عليهم بالحور العين لا يصح العطف هنا على هذا وإنما هذا جزاؤهم (وَحُورٌ عِينٌ) هذا الجزاء وليست مثل الفاكهة والشراب.
ثانياً يقول تعالى (ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) الواقعة) وفي آخر السورة (وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92)) ما هو السر في التقديم والتأخير في الايتين؟
(لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) الواقعة) باللام (لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70)) بدون اللام؟ فهل يمكن توضيح هذه الأمور
عبد الباسط من تونس: في الحجر (نَبِّئْ
عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{49} وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ
الْعَذَابُ الأَلِيمَ{50} وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْراَهِيمَ{51} إِذْ
دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنكُمْ
وَجِلُونَ{52} قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ
عَلِيمٍ{53} قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ
فَبِمَ تُبَشِّرُونَ{54} قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن
مِّنَ الْقَانِطِينَ{55} قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ
إِلاَّ الضَّآلُّونَ{56} قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا
الْمُرْسَلُونَ{57} قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ
مُّجْرِمِينَ{58} إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ{59}
إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ{60}
فَلَمَّا جَاء آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ{61} قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ
مُّنكَرُونَ{62} قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ
يَمْتَرُونَ{63} وَأَتَيْنَاكَ بَالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ{64})
لماذا في أول السورة الملائكة سلّمت على سيدنا إبراهيم ثم لم يرد السلام
واستغرب وقال إنا منكم وجلون رغم أنهم بشروه ثم زاد سؤالاً آخر (فما
خطبكم) إستغرب لمجيئهم بهذه الطريقة. وفي لوط نفس الأمر لكن لم يسلموا
عليه وأخبروه بأنهم جاؤوا بعذاب على قومه فأريد بياناً لهذه الآيات.
في سورة مريم قال تعالى (فَكُلِي
وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا
فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ
الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26)) (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ
نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29)) أمرها تعال بوحي أن لا تتكلم ولكنها أشارت فهل الإشارة تدل على القول؟
فيما
يخص الاستعاذة والبسملة، هل الاستعاذة واجبة وفرض قولها قبل قراءة القرآن
مع أنها لم تكتب في المصحف ولا في رسائل الصحابة؟ وكذلك البسملة. هذا سؤال
فقهي نحيله على برنامج وتوتصوا بالحق وبرنامج شريعة النور.
عبد المحسن من الكويت:
سؤالي من شقّين ضقّ عام وشقّ خاص. الشق العام أنه في القرآن عموماً يذكر
الله تعالى جرائم البشر أو ذنوب البشر ثم يضع استثنائية التوبة على سبيل
المثال (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ
مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ
لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ
اللَّاعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ
وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ
الرَّحِيمُ (160)) وفي سورة النساء قال تعالى (إِنَّ
الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ
لَهُمْ نَصِيرًا (145) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ
وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ
مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا
عَظِيمًا (146)) وفي سورة الفرقان (وَالَّذِينَ
لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ
الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن
يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ
وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ
حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70)) يذكر الله تعالى الذنوب ثم يضع التوبة حسب سورة البروج (إِنَّ
الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا
فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10))
نريد أن نعرف بأي مناسبة يضع اله تعالى التوبة هنا وفي بعض الحالات يتوعد
فقط. ما هي مناسبة وضع التوبة في سور وعدم وضعها في سور أخرى.
وائل من الأردن: (وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء (93) النحل) (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ (30) الإنسان) ما تفسير الآية؟
بُثّت الحلقة بتاريخ 4/5/2009م
رابط الحلقة فيديو
http://lamasatt.blogspot.com/2009/05/040509.html