ربما تمكن الأطباء والمتخصصون من اكتشاف عديد اللقاحات المضادة للأمراض المعدية المتنقلة عبر الماء والهواء والدم وعن طريق العلاقات الجنسية وكذا عن طريق الحقن لكن (داء الإتش 2011) العابر للقارات أذهل العالم وحير عقول الباحثين نظرا لسرعة هذا الأخير وقدرته الخارقة على إضعاف ونخر أجساد الأنظمة المستبدة والتي لم تعد أجسادها تستجيب للقاحات المستوردة من الغرب كما في السابق ولعل الأخطر في هذا كله عدم جدوى العوازل التي كان من شأنها احتواء الفيروسات خاصة وأن حكماء الغرب قد اجمعوا على أنه داء مستصعب الشفاء وبما أن موجة الرياح شرقية هذه الأيام،يخشى هؤلاء من زحفه نحوهم. فهل سيكون فتاكا في ظل انعدام الدواء بعاصفة هوجاء يخون فيها الخلان و يختفي الأصدقاء؟ فبعد بن علي ... لم يبق المبارك مباركا ولم يعد سليمان حكيما وها هو ذا الصالح أضحى طالحا ومعمر القذافي أمسى مقذوفا فارغا ونجاد بات مستنجدا, في وقت يخشى فيه خبراء الأرصاد من غيوم الثورة التي تستعد لتحجب وجه السماء. فهل سيكون هذا مجرد بداية للعنة ستلاحق القادة، تذل الملوك، و تسقط الزعماء ؟ وهل سيسمح أخيرا لكان و أخواتها بالدخول على جملة الحكام الذين مكنتهم إن دون أخواتها من شبه خلود أثقل كاهل الأبرياء؟
إن الأكيد في هذا كله و في ما مضى هو أن المراكب التي أبحرت قديما أو حديثا لن تلقى نفس مصير سفينة نوح لأن الإبحار عبر المضيق إبان العاصفة أمر لا يقوى عليه غير متمرس خاصة في ظل عصيان طاقم الإبحار وجموع الركاب الذين ضاقت بهم السبل وانقطعت الحيل جراء تسلط الربان الذي أطلق لأهوائه العنان فهذا أطلق الكلاب بميدان التحرير ونسي بان روحه بيد من أمات ثم أحيا عزير و آخر استخف بحادثة سيدي بوزيد وقابلها بقبضة من حديد لكن رأيه لم يكن بالسديد وثالث أحرق بنغازي ثم راح يقدم التعازي و تناسى بأن من فوقه مكافئ ومجازي...فإلى كل الذين قضوا منا أسمى التحايا دون أن ننسى الثوار و أقرباء الضحايا