الام هي اهم شيء في حياة الطفل منذ رأت عيناه نور الحياة,
فهي بالنسبة له الغذاء, والكساء والدفء والحنان والمعلم
والمربي. وهي القدوة والمدرسة الاولى, والابن بدوره يراقب
تصرفات واتجاهات وميول وعادات الام ويتأملها.. فعلى الأم
والحالة هذه ان تحرص على الطفل وتشجعه على الانخراط
في الاسرة وتقاليدها لا أن ينفر منها, وهذا لا يتأتى الا
باقتراب الام من طفلها في كل مراحل طفولته. وحتى تؤسس
لأمومة حميمة تكوّن من خلالها علاقة ايجابية مع الطفل..
عليها الاهتمام بالقواعد التالية:
* أن تكون موجودة دائما: فحينما يريد أن يتكلم يجب أن
تكون الأم بجانبه بحيث تسمعه وتفهم شكواه ومراده والتفاعل
مع ما يريده.. والا فإنه سيبث حديثه وشكواه للغير الذين ربما
لن يحسنوا التعامل معه.
* ان تتحدث مع طفلها بمرح ولطف: ويستحسن أن يكون
حديثها جماعياً مع كل اطفالها, وليس افضل من اجتماع
العائلة على طاولة الطعام كفرصة يتم من خلالها الحديث
الجماعي بين الأم واطفالها, وبين الاطفال أنفسهم, بحيث
يحكي كل منهم احداث يومه على اخوته وأمه, وبهذا يسود
الجو العائلي الودود.. الذي يقرّب الابناء من الأم.
* مطلوب من الأم المرونة في التعامل, بحيث لا تفرض على
ابنها ان يفكر بطريقتها, بل تترك له اختيار نمط حياته
وتفكيره, وان لا تتحدث معه بصراخ وان تبقي قنوات
التواصل معه مفتوحة.
* ان تتفهم الأم موقف ابنها أو ابنتها فيما لو تقدما لها بشكوى
معينة ضد معلم او معلمة ما في المدرسة وان تتفهم هذه
الشكوى وتسمعها, فمن جهة ينفس الابن عن احتقانه, ومن
جهة أخرى يشعر بأن كلامه مهم ومسموع, وأنه موضع
اهتمام أمه بسماعها له.
* ان تتجنب الام فتح مسائل حوارية حادة مع زوجها على
مسمع اطفالها, لأن الشجار الابوي انما ينعكس بظلال
اجتماعية ونفسية داكنة على الطفل.
* ان تتجنب الام والاب على السواء العقاب الجسماني
كالصفع والضرب والعنف اللفظي, بل بالتوجيه والنصح
وافهام الطفل أن ما قام به مما يستدعي العقاب انما هو خطأ
يجب ان لا يتكرر.. بمعنى أن لا تواجه الأم العنف بالعنف,
مما سيلطف العلاقة بينها وبين ابنها.
* ان لا تقحم الأم الصغار في مشاكل الكبار, حتى لا يدخل
القلق والخوف من مشاكل الاهل الى نفوسهم.
* ان لا تسخر الام من ابنها, ولا توجه له اللوم بمقارنته مع
ابن الجيران مثلاً او الاقارب فيما لو حصل الغير على
علامات افضل منه, حتى لا يشعر هذا الابن بأن ابن الغير
أعز منه على أمه.
* ان لا تخصص له غرفة مستقلة: وهنا يرى خبراء العلاقات
الانسانية أن انفراد الطفل بغرفة خاصة يوفر له الانسحاب
من حياة الاسرة.. وعدم الانخراط بها, وان تخصيص غرفة
خاصة يقوده الى الانانية, ويساعد على حالة الانفراد غير
المحببة لانها تبعد الطفل عن المزاج العام لأسرته.. وربما
يفقد بمرور الزمن روح الانتماء والمشاركة الوجدانية.
والخلاصة.. أن المحافظة على امومة حميمة وآمنة انما هو
مسؤولية الام, فعليها أن تحسن استثمار كل الوسائل لتطوير
هذه الامومة والمحافظة عليها طيلة ايام وسنين مرحلة
الطفولة.