بشير الكسجي عضو جديد
عدد الرسائل : 10 تاريخ التسجيل : 14/01/2012 نقاط : 24
| موضوع: دعوتي إلى الله في أمّة الإسلام الخميس 19 يناير - 19:00 | |
| دعوتي إلى الله في أمّة الإسلام - إنّ الشرك لظلمٌ عظيم - بسم الله الرحمن الرحيم ( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بُنيّ لا تشرك بالله إنّ الشرك لظلمٌ عظيم ) لقمان 13 الحمد لله الذي أنزل القرآن على نبيّنا المصطفى العدنان ، فأخرجنا به من ظلمات الشرك والطاغوت إلى نور التوحيد والإيمان ، وأعزّنا به بين الأنام من بعد الذلّ والهوان ، وابتعثنا به إلى بني الإنسان ، هُداةً مهديّين غير ضالّين ولا مضلّين ، وأُصلّي وأُسلّم وأُبارك على الحبيب المصطفى محمد سيّد الخلق أجمعين ، وعلى آله وصحبه السابقين الأوّلين ، ومن اتّبعهم بإحسان إلى يوم الدين 0 وبعد : فإنه منذ ما يُقارب خمسة قُرون مضت ظهر في بلاد النصارى الغربيين حلف طاغوتي علماني بين رجال الدين - السلطة الدينية - ورجال الدولة - السلطة الزمنية - مُمثّلاً أي هذا الحلف بعقيدة ( فصل الدين عن الحياة ) ونظام الحياة المتعلّق بها ، وقد جعلوا منه حلفاً مقدّساً عبّدوا واستعبدوا به الناس في أرضهم أي اتّخذوا منه إلهاً يُعبد من دون الله في الأرض 0 ولمّا خلصوا نجيّاً مستوثقين منه في بلادهم ، سعوا في الأرض جاهدين لتعبيد واستعباد أمم وشعوب الأرض قاطبة به ، حتى وصلوا به إلى أمّة الإسلام حيث يُعبد الله وحده لا شريك له فما انفكّوا يقاتلونها تارةً ويمكرون بها تارةً أخرى مكراً كُبّارا - وما ذلك إلاّ مصداقاً لقوله تعالى : ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردّوكم عن دينكم إن استطاعوا ) البقرة 217 - حتى تمكّنوا منذ مائة عام تقريباً من ترسيخ قواعد لهذا الحلف الطاغوتي العلماني المقدّّس في أرض أمّة الإسلام محاولين جهدهم تعبيد واستعباد هذه الأمّة الوحيدة الموحّدة لله في الأرض بهذا الحلف الطاغوتي العلماني المقدّس مُمثّلاً بعقيدة ( فصل الدين عن الحياة ) ونظام الحياة المتعلق بها 0 وقد نجحوا بالفعل - للأسف الشديد - من جعل هذا الحلف الطاغوتي العلماني المقدّس إلهاً آخر مع الله في واقع حياة أمّة الإسلام وشريكاً فيما شرَع لها ربّها من الدين وأنزل عليها من الكتاب في شؤون حياتها ، فوقعت بذلك فيما حذّرها الله تعالى منه في آي ذكره الحكيم إذ يقول عزّ من قائل : ( أم لهم شركاءُ شرَعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) الشورى 21 ، وقد صدق فيها قوله عزّ من قائل : ( أفحكمَ الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقومٍٍ يوقنون ) المائدة 50 أفلا تدبّرت أمّة الإسلام كتاب ربّها المُنزًل بالحق على نبيّها مخاطباً إيّاها وقائلاً لها : ( لا إكراه في الدين قد تبيّن الرّشد من الغيّ فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعُروة الوُثقى لا انفصام لها والله سميعٌ عليم * الله وليّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) البقرة 256 ، 257 ؟! وقائلاً لها أيضاً : ( والذين اجتنَبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البُشرى فبشّر عبادِ * الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ) الزّمر 17 ، 18 ؟! فأين أمّة الإسلام اليوم من الكفر بالطاغوت قبل الإيمان بربّها ومن اجتناب الطاغوت أن تعبده قبل الإنابة إليه سبحانه ؟! بل لبَس الغرب عليها دينها ليُرديها ، وصدّق عليها إبليس ظنّه فاتّبعته إلاّ فريقاً من المؤمنين وقد كان من الطبيعي أن يستعين هؤلاء النصارى الغربيّون بأشياعهم اليهود في ترسيخ قواعد لهذا الحلف الطاغوتي العلماني المقدّس في أرض أمّة الإسلام ، مصداقاً لقوله تعالى في حقّ اليهود : ( قل هل أنبّئكم بشرٍّ من ذلك مثوبةً عند الله من لعنَه الله وغضب عليه وجعل منهم القرَدة والخنازير وعبَدَ الطاغوت أولئك شرٌّ مكاناً وأضلّ عن سواء السبيل ) المائدة 60 ، ومصداقا لقوله تعالى في حقّ اليهود والنصارى معاً محذّراً أمّة الإسلام منهم أيّما تحذير : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتّخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعضٍ ومن يتولّهم منكم فإنه منهم إنّ الله لا يهدي القوم الظالمين ) المائدة 51 ذلك أنّه بعد أن تمكّن النصارى الغربيّون في منتصف القرن المُنصرم من تعبيد واستعباد أمم وشعوب الأرض قاطبةً - بما في ذلك أمّة الإسلام - لحلفهم الطاغوتي العلماني المقدّس المزعوم هذا ، مُتّخذين منه إلهاً يُعبد من دون الله في الأرض ، فإنهم عمَدوا إلى أشياعهم اليهود بعد أن لمّوا شعثهم من شذاذ الآفاق ، يُقيمون لهم صرحاً يهوديّاً طاغوتيّاً علمانيّاً ليكون رأس حربة لهؤلاء النصارى الغربيين في أرض أمّة الإسلام ، وتحديداً في الأرض التي بارك الله فيها في القرآن الكريم - نكاية بأمّة الإسلام - 0 وهكذا غرقت البشرية جمعاء - بما في ذلك أمّة الإسلام - في مُستنقع هذا الحلف الطاغوتي العلماني المقدّس بزعامة النصارى الغربيين ومن ورائهم شذاذ الآفاق اليهود 0 وها هي أمّة الإسلام اليوم تتّخذ منه إلهاً يُعبد مع الله في بلادها ، وذلك هو ” الشرك “ بعينه في واقع حياة الأمّة الإسلامية اليوم - والعياذ بالله - وقد عادت إليه بعد أن أنقذها الله سبحانه وتعالى منه على يَد نبيّها المصطفى العدنان وخلفائه الرّاشدين المهديين من بعده وأصحابه الكرام ومن اتّبعهم بإحسانٍ على مرّ عصور أمّة الإسلام ، ونسأل الله العفوَ والعافية في آخر الزمان 0 ويُقبل المسلمون اليوم بعضهم على بعضٍ يتساءلون : أين الله من أمّة الإسلام اليوم ؟! بل قولوا : أين أمّة الإسلام اليوم من كتاب ربّها وهدي نبيّها ؟! ويْحَكُم ، ألَم يخاطب ربّكم الأعلى نبيّكم في محكم التنزيل قائلاً له : ( لا تجعل مع الله إلهاً آخر فتقعد مذموماً مخذولا ) الإسراء 22 ؟! وقائلاً له : ( فلا تدعُ مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذّبين ) الشعراء 213 ؟! وقائلاً له : ( ولقد أوحيَ إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركتَ ليحبطنّ عملك ولتكوننّ من الخاسرين ) الزّمر 65 ؟! ويخاطبكم ربّكم في كتابه قائلاً : ( حُنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنّما خرّ من السّماء فتخطفه الطير أو تهوي به الرّيح في مكانٍ سحيق ) الحج 31 ثمّ هم يتساءلون : ألَسنا بمؤمنين ؟! بل أُنظروا قول ربّكم العظيم في كتابه إذ يقول : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) الأنعام 82 ، وقد قال نبيّكم لمّا نزلت هذه الآية : ” ألم ترَوا إلى قوله تعالى : ( إنّ الشرك لظلمٌ عظيم ) ؟! ” 0 ويخاطبكم ربّكم في كتابه قائلاً : ( وكأيّن من آيةٍ في السماوات والأرض يمرّون عليها وهم عنها معرضون * وما يؤمن أكثرهم بالله إلاّ وهم مشركون ) يوسف 105 ، 106 فأين أمّة الإسلام اليوم من الإيمان بـ ” لا إله إلاّ الله ” التي هي كلمة التوحيد والإخلاص والتقوى في دين الإسلام العظيم ؟! بل لم يجعلوها أساساً في الإهتداء إلى ربّهم ، ولم يجعلوها أساساً في الإقتداء بنبيّهم ، بل ضلّوا عنها ضلالاً مُبينا ، يُبَصّرونها وهم منها عَمون ، بل هم في شكٍّ منها مُريب ، إن يظنّون إلاّ ظنّاً لا يُغني من الحقّ شيئاً وما هم بمُستَيقِنين ، يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أُمِروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يُضلّهم ضلالاً بعيدا 0 أوَلم يتدبّروا قول الله العليّ القدير : ( فلا وربّك لا يؤمنون حتى يُحكّموك فيما شجَر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرَجاً ممّا قضيتَ ويُسلّموا تسليما ) النّساء 65 ؟! ثمّ هم بعد ذلك يزعمون أنهم بها مؤمِنون ، ولها مذعِنون ، وعليها قائِمون ، فهَلاّ وفوها حقّها إن كانوا صادقين ؟! 0 أوَلم يتدبّروا قول ربّهم في حقّ أهل الكتاب أي اليهود والنصارى إذ يقول عزّ من قائل : ( قل يا أهل الكتاب لستم على شيءٍ حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أُنزل إليكم من ربّكم ) المائدة 68 ؟! ، فأين أمّة الإسلام اليوم من إقامة القرآن في حياتها ؟! بل اتّخذوه وراءهم ظهريّا ، ألَم يقل الله تعالى : ( وقال الرسول يا ربّ إنّ قومي اتّخذوا هذا القرآن مهجورا ) الفرقان 30 ؟! أمّا هذا الحلف الطاغوتي العلماني المقدّس في واقع حياة أمّة الإسلام اليوم ، فيتكوّن ممّن يُمثّلون الدين في حياتها أي عُلمائها وممّن يُمثّلون الدولة في حياتها أي حكامها ليلتقوا معاً على عقيدة هذا الحلف الطاغوتي العلماني المقدّس ونظامها المتعلّق بها في الحياة ، فيُقيمونها ونظامها المتعلّق بها في واقع حياة أمّة الإسلام أي في كافّة مجالات حياتها ، فيجعلون منها أي عقيدة ( فصل الدين عن الحياة ) ومن نظامها المقدّس في الحياة إلهاً آخر يُعبد مع الله في أرض أمّة الإسلام ، فلا ينفكّون عاكفين عليه مودّة بينهم ، مُعبّدين أمّة الإسلام له ومُستعبدينها به ، رضيَ منها من رضيَ وغضب منها من غضب 0 فذلك هو ” الطاغوت “ في حياة أمّة الإسلام اليوم بشِقَّيه ” الديني ” و ” الوثني ” 0 أمّا الشقّ ” الديني ” فيمثّله علماؤها - إلاّ ما رحم ربّي - فانظروا قول ربّكم في حقّ اليهود والنصارى إذ يقول عزّ من قائل : ( اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله ) التوبة 31 ، وقد قال نبيّكم في هذه الآية : ” إنهم حرّموا عليهم الحلال وأحلّوا لهم الحرام ، فاتّبعوهم ، فذلك عبادتهم إيّاهم “ 0 كذلك هو الطاغوت الذي يُمارَس على أمّة الإسلام بإسم الدين من قبَل علمائها ، وهم يلبسون الحقّ بالباطل ويكتمون الحقّ وهم يعلمون ، ويفترون على الله الكذب بادّعائهم العلم بالقرآن فيما يُصدرونه من فتاوى مُضلّلة يُدلون بها إلى الحكام تارةً ويُدلون بها إلى الناس تارةً أخرى ، مُذبذَبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، ويريدون أن يتّخذوا بين ذلك سبيلا ، بل كانوا من المُقتسِمين الذين جعلوا القرآن عِضين ، يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ، وصدق الله إذ يقول : ( ليَحملوا أوزارهم كاملةً يوم القيامة ومن أوزار الذين يُضلّونهم بغير علمٍ ألا ساء ما يزرون ) النّحل 25 وأمّا الشقّ ” الوثني ” فيمثّله حكامها ، فذلك هو الطاغوت الذي يُمارس على أمّة الإسلام بإسم الهَوى من قبَل حكامها ، فانظروا قول ربّكم في حقّ أرباب هذا الطاغوت إذ يقول عزّ من قائل : ( أفرأيتَ من اتّخذ إلهه هواه وأضلّه الله على علمٍ وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوةً فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكّرون ) الجاثية 23 ، وهم يحكُمون أمّة الإسلام بغير ما شرَع لها ربّها من الدين وأنزل عليها من الكتاب في شؤون حياتها ، وقد أقاموا للكفر سُلطاناً في أرض أمّة الإسلام ، متّخذين شذاذ الآفاق اليهود والنصارى الغربيين أولياء يُلقون إليهم بالمَودّة وقد كفروا بما جاءهم من الحقّ ، ويفترون على الله الكذب بادّعائهم الحكم بالإسلام ، وصدق الله إذ يقول : ( وليَحملُنّ أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم وليُسألُنّ يوم القيامة عمّا كانوا يفترون ) العنكبوت 13 - ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم - ثمّ يُقبل المسلمون اليوم بعضهم على بعضٍ يتساءلون عن سبيلٍ للخلاص من هذا البلاء المبين والكرب العظيم الذي يلقونه في الحياة الدنيا على أيدي أعداء أمّة الإسلام والدين ، وعن سبيلٍ للنّجاة في الدار الآخرة من عذاب الجحيم والفوز بجنان النعيم ؟! فأقول : وَيْلَكُم ، آمنوا بربّكم الذي بيَده ملكوت كلّ شيءٍ وإليه تُرجعون ، ألا له الخلق والأمر ، وله دعوة الحقّ والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيءٍ إلاّ كباسط كفّيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه ، إنِ الحُكم إلاّ لله أمَر ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه ، ذلك الدين القيّم ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون ، ولا تفتَروا على الله الكذب بادّعائكم الإيمان فيُسحتكم بعذاب ، وقد خاب من افترى ، وخاب من حمل ظلما ، ومن يحلل عليه غضبه فقد هوى ، ومن اتّبع هُداه فلا يضلّ ولا يشقى ، ومن أعرض عن ذكره فإن له معيشةً ضنكا ويحشره يوم القيامة أعمى ، ومن يؤمن به يهدِ قلبه ، ومن يعتصم به فقد هُدي إلى صراطٍ مستقيم ، وإنه لغفّار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثمّ اهتدى 0 وانظروا قول ربّكم في محكم التنزيل : ( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكراً عليما ) النساء 147 ، وانظروا قوله عزّ من قائل : ( ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقَوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ) الأعراف 96 واعتبروا يا أُولي الأبصار فيما أنزل اليكم ربّكم من الكتاب يُعلّمكم فيه حقيقة الإيمان بـ ” لا إله إلاّ الله “ إذ يخاطبكم فيه قائلاً وهو أصدق القائلين : ( قد كانت لكم أسوةٌ حسنةٌ في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا بُرءاؤ منكم وممّا تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبَداً حتى تؤمنوا بالله وحدَه ) الممتحنة 4 ، ويعلّمكم فيه حقيقة الإيمان بـ ” لا إله إلاّ الله “ إذ يخاطبكم فيه قائلاً وهو أصدق القائلين : ( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يُوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيّدهم بروحٍ منه ويُدخلهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضيَ الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إنّ حزب الله هم المُفلحون ) المجادلة 22 وأقول : ثمّ انصُروا الله بأن تنصُروا دينه ورسالة الإسلام في الأرض ، ذلك بأنّ الله هو الحقّ وأنّ ما يدعون من دونه هو الباطل وأنّ الله هو العليّ الكبير ، واستجيبوالله وللرسول إذا دعاكم لما يُحييكم إذ يقول عزّ من قائل في محكم التنزيل : ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصُروا الله ينصُركم ويثبّت أقدامكم ) محمّد 7 ، فذلك وعد الله لا يُخلف الله وعده وهو سبحانه القائل في محكم التنزيل : ( وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ) الرّوم 47 ، بل انظروا وعد الله سبحانه لأمّة الإسلام إذ يقول في محكم التنزيل : ( وعَد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليُمكّننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليُبدلنّهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يُشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ) النور 55 * * * وبعد : فإنه يكون قد مضى على أمّة الإسلام ما يُقارب القرن من الزمان وهي في التيه والضياع والضلال عن دينها الإسلام العظيم ، وقد هجَرت كتاب ربّها ، وترَكت هدي نبيّها ، وخاضت مع الخائضين من أُمم وشعوب الأرض في عبادتها لهذا الطاغوت على النّحو الذي تقدّم بيانه 0 وقد صار الأمر مُلحّاً الآن على أمّة الإسلام أن تُجدّد ما أخذ الله عليها في الكتاب من عهدٍ وميثاق ، تُنقذ به نفسها والبشرية معها 0 لذلك فإنني أدعوا أمّة الإسلام مُمثّلة بحكامها وعلمائها وسائر المسلمين أفراداً وجماعات إلى ما بدأتُ به بنفسي من البدء بهذه الدعوة التجديدية لرسالة الإسلام في الأرض 00 دعوة إلى الله على منهاج النبوة ، وإنها لدعوة إلى الإعتصام بحبل الله جميعاً بأن نكفر بالطاغوت وننبذه ونخلعه من حياتنا ، وأن نؤمن بالله منيبين إليه نعبده وحده لا شريك له في حياتنا ، وأن ننصُره في الأرض بكلّّ ما آتانا من مُقدّرات حياة لتكون كلمته هي العُليا ويظهر دينه على الدين كلّه في الأرض ، مُمتثلين بذلك أمره سبحانه في محكم التنزيل : ( يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله ) الصّف 14 فأجيبوا داعيَ الله يا أمّة الإسلام 00 وانظروا قول ربّكم محذّراً إيّاكم في محكم التنزيل : ( ومن لا يُجب داعيَ الله فليس بمُعجزٍ في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلالٍ مبين ) الأحقاف 32 وإنّما أدعوكم إلى الله ، فإن تولّيتم فإنّما عليّ البلاغ ، مُمتثلاً أمر الله فيما أنزل من كتاب إذ يقول عزّ من قائل : ( فلذلك فادعُ واستقِم كما أُمِرتَ ولا تتّبع أهواءهم وقل آمنتُ بما أنزل الله من كتابٍ وأُمِرتُ لأعدل بينكم الله ربّنا وربّكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجّة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير ) الشورى 15 وأختم دعوتي هذه إلى الله في أمّة الإسلام بهذه الآيات المباركة من الذكر الحكيم : ( وقال الذي آمنَ يا قومِ اتّبعونِ أهدكم سبيل الرشاد * يا قومِ إنما هذه الحياة الدنيا متاعٌ وإنّ الآخرة هي دار القرار * من عمل سيّئةً فلا يُجزى إلاّ مثلها ومن عمل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فأولئك يدخلون الجَنة يُرزقون فيها بغير حساب * ويا قومِ ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار * تدعونني لأكفر بالله وأُشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفّار * لا جرَم أنما تدعونني إليه ليس له دعوةٌ في الدنيا ولا في الآخرة وأنّ مَردّنا الى الله وأنّ المُسرفين هم أصحاب النار * فسَتذكُرون ما أقول لكم وأُفوّض أمري إلى الله إنّ الله بصيرٌ بالعباد ) غافر 38 – 44 * * * إن أُريد إلاّ الإصلاح ما استطعتُ وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلتُ وإليه أنيب
| |
|