من داخل المدرسة اليابانية
لقد شاهدت حلقة من برنامج خواطر 5 للأستاذ أحمد الشقيري ..وكان هذا البرنامج من داخل دولة اليابان وزار في هذه الحلقةإحدى المدارس اليابانية وسأتكلم في موضوع اليوم مارأيته بالصورة و الصوت ...حيث أن المدرسة اليابانية تتميز جداً بالنظام والنظافة وفي المدرسة اليابانية التلاميذ والتلميذات ومعهم المعلمون والمعلمات هم من ينظفون يومياً المدرسة بالماء والصابون والمطهرات وهناك أدوات نظافة توجد داخل الفصول الدراسية وعملية النظافة هي جزء من الدوام المدرسي وتتم بكل سرعة حيث تستغرق في حدود ربع ساعة يومياً ..ورب قائل وهل اليابان دولة فقيرة لتجعل تلاميذها ينظفون أم ماهي الاسباب ياترى ؟؟
في الحقيقةإن الاسباب هي تربوية بحثة حيث يتعلم الطفل الياباني قيمة النظافة من الصغر ويعرف أن النظافة هي مسئولية الجميع ومن ينظف هو شخص متحضر ويقوم بأعظم الخدمات لمجتمعه ولنفسه ..أيضاً يتعلم الطفل التواضع فلاينظر بدونية لأحد ويحترم كل صاحب مهنة ...ومن هذه المهن مهنة من يقوم بالتنظيف ..حيث يسمى موظف النظافة بمهندس الصحة أو مهندس النظافة ..
يعود الطلاب على وضع أحذيتهم وارتداء أحذية المدرسة الخاصة
والطفل الياباني يتعلم النظام في كل حركة يخطوها فمثلاً عندما تستدعي المعلمة الطفل ليخرج على السبورة يقوم بإدخال الكرسي الخاص به في المكتب وعندما يعود يقوم بإخراجه مرة أخرى ليجلس عليه ...
ثم إنتقل فريق برنامج خواطر إلى إحدى الحدائق الكبرى وسط المدينة وكانت حديقة كبرى يدخلها الالاف من الزوار ولكن كانت في قمة النظافة والغريب أنه لم يكن هناك سلال للقمامة والسبب أن المواطن الياباني يحمل معه دائماً كيس خاص ليضع به أي قمامة يريد التخلص منها فمازح الاستاذ أحمد مرافقيه قائلاً:
مامعناه 500دولار لمن يجد أي ورقة على الارض ...فبحثوا هنا وهناك فلم يجدوا شيئاً ..وتصادف وجود أربعة شباب يأكلون أكل جاف فسقط أحد الاكياس على الارض فانحنى الشباب الاربعة على الكيس الذي سقط في وقت واحد للمسارعة بإلتقاط ماسقط منهم ...
أيضاً وجد الأستاذ أحمد مجموعة من الاطفال في الحديقة ..فسألهم ::هل تقومون بإلقاء الاوساخ في الحديقة ..فاستغرب الاطفال السؤال وكانوا بإعمار صغيرة ربما سبعة أو ثمانية سنوات ولكنهم أخذوا يشرحون أسباب المحافظة على النظافة بإسلوب علمي ...فتكلموا عن أخطار تلوث البيئة وماعلاقة تلوث البيئة بثقب الاوزون والخطورة التي تترتب على ذلك ..
وكل هذه السلوكيات الراقية للمواطن الياباني سببها التعليم الجيد الذي يركز على الاهتمام بتعليم السلوك الجيد بالقدوة الحسنة والتطبيق العملي
وعليه ماهي الفائدة أن نعلم أولادنا حديث رسول الله صلى الله عليه سلم ((إماطة الاذى عن الطرق صدقة )) ثم يحفظ أولادنا الحديث ومعاني كلماته والفصل الذي يدرسون فيه لايحافظون على نظافته أو يلقون بالأوساخ بمجرد خروجهم منه فما فائدة التعليم هنا ...لقد تحول التعليم إلى حشو ولكن لايوجد له فائدة عملية في حياة التلميذ العملية ..ولايغير التعليم في حياة الكثير من المجتمعات للأفضل ...
منقول