بسم الله الرحمان الرحيمقالى تعالى:من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا** صدق الله العضيم
حمات الصحراء في معركة محارقة
تعريف الجبل: جبل محارقة هو امتداد طبيعي لسلسلة جبال الاطلس الصحراوي المتمثلة في جبال الوراس والنماشة وجبال شط الحظنة يقع جنوب بلدية امسيف ولاية المسيلة يمتاز بمسالكه الصعبة وهذا مما جعله ابان الثورة المجيدة مكانا امنا لتجمعات المجاهدين وممرا لقوافل جيش التحرير الوطني في شتى الاتجاهات وبحكم هذا الموقع الاستراتيجي شهد جبل محارقة العديد من المعارك الطاحنة والتي من بينها معركة1956 وما كان في ذالك اليوم المقدس الذي قدسته دماء شهداء الثورة المجيدة فكتب بحروف من ذهب والتي دارت رحاها في منطقة واد لوذح ودخلات لغربة والقعدة-محارقة- أي بين لبوكير والقعدة بمحارقة
الوضه العام قبيل المعركة: لما تتوفر عليه المنطقة من قمم جبلية متقاربة واسباب التموية والاحتماء جعل المنطقة عل الدوام مركزا لتجمع المجاهدين وتمركزهم وجعلها من جهةاخرى محل مراقبة شديدة ومتواصلة من قبل العدو لذا نجدها احدى المناطق الساخنة اثناء حرب التحرير.
قبل ان تنشب نيران هذه المعركة كانت كتيبة جيش التحرير الوطني بقيادة الشهيد مخلوف بن قسيم متمركزة بجبل محارقة .وكان قيوامها 120مجاهداا بما فيهم الشهيد التومي بن عاشور مساعد قائد الكتيبة وكل من قادة الفرق –سعد بن عمر-مخلوف بن غضبان ورابح الابراهيمي رحم الله الشهداء.
وهذا وتتوفر كتيبة جيش التحرير في مجملها على التسلح الاتي –نسبة70بالمئة من بنادق صيد وستاني من صنع ايطالي وبندقية قارة من صنع امريكي و86عشاري من صنع انجليزي و2مزير من صنع الماني وقنابل يدوية
اما عن قوة الستعمار الغاشم كان مجهزا بأحدث الاسلحة الفتاكة والتمثلة في الدبابات والمصفحات ومن القوات البرية مالها عدد القوات الجوية منها 25طائرة مقاتلة وقاذفة للقنابل المحرقة والمدمرة و6طائرات حاملة للجنود
وصف وقائع المعركة: كانت ليلة 21/11/1956هادئة مباركة ومبتسمة بنجومها اللماع وقمرها الذي يكاد يفوق الشمس في ضوئه كانت كتيبة جيش التحرير الوطني مرابطة على سطح جبل محارقة بضواحي مسيف وكان مجاهدوا الكتيبة في اتم الاستعداد لاي طرء. كانت قلوبهم رحمة فيما بينهم وارادتهم قوية قوة ايمانهم بالوطن والارض والدين كلامهم عن الجزائر الوطن الحبيب عن كيفية القتال وفنونه في ساحة الوغي وكانت دورية الحراسة التابعة لكتيبة جيش التحرير الوطني في اعلى الجبل المسمات-القطارة- تقوم بحراسة المنطقة وما ان لاح صبح يوم 21/11/1956حتى اكتشفت تحركات العدو والتي كانت متوجه نحو الجبل فاعطيت الاشارة الى قائد الكتيبة وما هي الا لحظات حتى كان توزيع المجاهدين يغطي مساحة الجبل فكان لابد ان يكون القتال متفرقا وان يشمل معظم نواحي الجبل وهو ما جعل خطة مواجهة العدو تكون بحسب ظروف كل فرقة وما ان لاحت الشمس اشعتها الدافئة كدفىء قلوب مجاهدي الثورة الاحرار حتى طائرات العدو ومن نوع الهيلكوبتر التي كانت تنزل قوتها على قمم الجبل واطائرات الاستكشافية والقوات البرية –المشاة-بمدافعها المصفحات والدبابات تزحف نحو الجبل في موكب رهيب وكل هذا لم يكن له تاثير في نفوس مجاهدوا الثورة الشريفة بل زادتهم قوة وعزيمة وما ان كانت الساعة التاسعة ونصف حتى سمع الاذان الله اكبر –الله اكبر فرتجى الجبل خاشع لله سبحانه و تعالى عز وجل وماتت قلوب جيش اللعدو فقشعرت نفوس مجاهدوالحق فكانت العزيمة والارادة وقالوا للعدو ها نحن ذا ايها المستبد الغاشم
وشهد الجبل وما جاوره قتالا رهيبا سمع فيه كل انواع صيحات الاسليحة الحربيه فكان النهار ليلا كانت السماء اسراب من الطائرات تقنبل مواقع المجاهدين والمدافع بقصف مكثف لمواقع المجاهدين الاحرار الا ان ذالك لم ينل من عزيمة اصحاب القضية الواحدة ولم ينل من ارادهم القتالية كما كان يتوقع الاستعمار وقادة جيوشه وما ان ازدادة صلابة المجاهدين والتفنن في الحاق ضربات موجعة بصفوف العدو في ميدان الوغي شعر قادة العدوان قواتهم بدأت تتقهقر فانهارت نفوسهم فلجأ كعادته الى تعزيز قوته بالاسلحة والجيوش البرية والجوية من كل المناطق القريبة والبعيدة ومن مركز التلاغمة وعين ارنات بسطيف وبسكرة وعين الديس ببوسعادة
اما حمات الصحراء فلجؤ الى تعزيز قواتهم بالتكبير –الله اكبر الله اكبر حتى دوى الجبل وكان اول شهيد على الساعة العاشرة وهو شبيكة بو علاقة رحمة الله عليه وادخله فسيح جنانه.
وازدادالمعركة ضراوة وعنف وقد لحظ التحام الجيشين جيش التحرير الوطني وجيش العدو مما جعل قنابل الطائرات لا تفرق في قصفها بين الطرفين المتقاتلين مما اثر على قوات العدو والحاق به افدح الخسائر المادية والبشرية والعتاد والارواح مما جعل قادة العدو يدعمون صفوف قواتهم بالستنجاد من كل المناطق حتى ولو كانت من وراء البحر أي من فرنسا مما جعل قادة كتيبة جيش التحرير بوضع خطة تتلائم وتطورات الحرب تنطوي على مبدأ الانتشار والتفرق عبرانحاء الجبل وهذا الهدف للتقليل من الخسائر وتشتيت جهود العدو فما كان على الكتيبة الا ان تتحول الى مجموعات صغيرة تعتمد على اساليب حرب العصابات وتناوء العدو في اكثر من موقع واستمر الحال على هذه الطريقة فانتهكت قوات العدو واصبح من الصعب عليه ان يستهدف موقع المجاهدين الابطال وكانت هزيمته نكراء وبقيت المعركة الى اخر ساعة من الليل ودامت عشر ساعات فقد فيها العدو الكثير من الرواح واعتاد وتراجع العدو الى الوراء خائبا معترفا بقوة وصلابة حمات الصحراء تراجع هو وجيوشه كئيبة النفوس والحسرة تقتل قادتهم تاركين المكان لاهله للابطال حمات الصحراء الابطال الذين خرجوا من المعركة منتصرين رافعين الرؤوس مبتسمين لانه نصر عظيم انه اليوم المقدس نعم هكذا كان اليوم وفي ذالك الزمن كان فيه جيش التحرير الوطني مسلح باقوى الاسلحة انه سلاح الايمان والارادة القوية التي لم تترك مكان للاستعمار واعوانه في هذه الارض الطاهرة هذه الارض التي زكاها ابنائها باعز مايملكون النفس و بدمائهم الطاهرة الزكية انه لانصر عظيم عظمة ايمانهم بالقضية الواحدة التي جمعت بين افراد امة واحدة
نتائج المعركة:
العدو:تفيد المعلومات الواردة من مصادر مختلفة بوقوع خسائر هامة في صفوف العدو ولم يعرف العدد الحقيقي لهذه المعركة الا ان افادت مصادر مقربة من العدو انه قد فقد العدو انا ذاك مايقارب 400 عسكري بين قتيل وجريح بالاضافة الى اعطاب عدة طائرات واسقاط طائرة من نوع الهيلكبتيروعتاد من الاسلحة التي لاتحصي ولا تعد من الاسلحة كانت من نصيب حمات الصحراء
جيش التحرير الوطني :اما عن جيش التحرير الوطني فكانت قائمة الشرف عامرة بنخبة من خيرة ابناء المنطقة والذين سقطوا في ميدان الشرف من اجل هذا الوطن الغالي والعزيز في نفوسنا عن الشهداء له
هؤلاء الشهداء هم:
*محمد بن بلعباس بن احمد
*خلفة احمد بن علي
*شبيكة بوعلاقة بن حماني
*بودراي نلقاسم
*لمونس العيد
*عبد الله الذيب
*شعبان الترعي
*حماني عيسى بن احمد
*بونويقة عمار
*بن رقية عبد الله بن محمد
*محمد بوعلام
*السعيد حميمي
*ملاح السلامي بن الزواوي
*بلقاسم سعد بن العمراني
*عباس عبد القادر بن عمر
*الجموعي عاشور بن محمد
*بن بلعباس احمد بن العيد
*بن بلعباس الذوادي بن اعلي
فرحمهم الله واسكنهم فسيح جنانه
قلى تعالى:{ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون }
صدق الله العضيم
نبذة تاريخية عن حياة قائد الكتيبة:
ولد الشهيد مخلوف بن قسيم سنة 1918 بدوار المساهلة بطولقة ولاية بسكرة من عائلة فقيرة حرفتها الفلاحة تشب منذ الصغر عن هواية الصيد حيث كانت تشغله في معظم اوقاته وما ان اندلعت ثورة التحير المسلحة التحق بطلنا الفذ بصفوف الثورة التحريرية
نظرا لما يتمتع به من شجاعة واقدام عن الصعاب فان التحاقه بالثورة المسلحة كان له اثر قوي في نفسية اقرانه من الشباب حيث تجند على يده ماتقارب 30شابا في مرة واحدة تملا نفوسهم حرارة الايمان بالدفاع عن الوطن ودالدفاع عن دينهم
مخلوف بن قسيم كقائد فذ:
شارك الشهيد مخلوف بن قسيم كقائد فذ في عدة معارك والتي خاضها في الولاية الاولى {اوراس والنماشية}وذالك قبل التقسيم الثوري وبعدها تلقى تعليمات من طرف كبار المسؤولين عن الثورة بان يتحول الى المنطقة الثالثة التابعة للولاية السادسة – الصحراء – فكان قائد فذ في المعارك التي خاضها وهذه اهمها:
1- معركة محارقة الاولى بمنطقة مسيف بتاريخ 21نوفمبر1956
2- معركة محارقة الثانية بمنطقة مسيف بتاريخ17فيفري1957
3- معركة الزعفرانية بمنطقة مسيف بتاريخ 17فيفري 1958
4- معركة العليق بمنطقة مسيف بتاريخ 17فيفري 1958
5- معركة القرموز بمنطقة مسيف بتاريخ 17فيفري 1959
وقد تقلد سنة 1957مسؤولية ملازم اول عسكري ثم ضابط وبعدها عضو في المجلس
اما خاتمة حياته الثورية فكانت حافلة بالبطولات والامجاد حيث عند ما كان هذا المجاهد الثائرمتوجه الى حضور اجتماع بمقر الولاية السادسة على راس دورية من جيش التحرير الوطني اشتبك في طريقه مع قوات العدو المتمركزة في جبل امساعد بمنطقة المصمودي وقد صمد يقاتل في الميدان الا ان نفذت له آخر رصاصة من سلاحه وهنا استطاع العدو القبض عليه بعد مااصيب بجروح متفاوتة الخطورة ليصبح فيما بعد اسير بين يدي اعدائه
في اواخر 1961 اقتده السلطات العسكرية الفرنسية الى مسعد حيث نفذ فيه حكم بالاعدام بالقرب من جبل بوكحيل في اوائل 1962
فرحم الله شهدائنا الابرار الابطال واسكنهم فسيح جنانه والمجد والخلود لشهدائنا
المراجع:
- وقائع المعركة حسب تصريحات جنود المعركة الذين كتبت لهم الحياة ليومنا هذا
- المجاهد والجندي السيد الحاج احمد زرواق ورفيقه في السلاح السيد الحاج ثامر بشري وتصريحاتهم في بعض مناسبات الثورة المجيدة
- قائمة الشهداء في المعركة عن منظمة المجاهدين للولاية السادسة مكتب المسيلة مصدر رسمي
- المنظر الخارجي للمعركة حسب تصريحات سكان المنطقة مسيف
الى ابناء الوطن وابناء عرش لحملات الابطال بلدية امسيف هذه امانة فاحتفظوا بها للاجيال وكونوا كما كان اسلافكم اباؤكم واجدادكم الابطال الاحرار الذين قدموا انفسهم واموالهم ومايمليكون فداء للوطن انها امانة حافظوا عليها وموتوا لاجلها لاجل الوطن الجزائر الجزائر ثم الجزائر **---يتبع باحداث المعارك التي دارت رحاها في بلد الثوار امسيف منبع الابطال عرش لحملات الاحرار**اخويا**احمد خلفة**