بن عبد المالك رمضان
ولد الشهيد بن عبد المالك رمضان يوم 20 مارس 1928 بمدينة قسنطينة،. دخل المدرسة وحصل على الشهادة الإبتدائية باللغة الفرنسية وهذا بمؤسسة أراقو (جمعية السلام فيما بعد)، ليتابع دراسته إلى غاية نهاية المرحلة المتوسطة. ويتحول بعدها إلى التجارة. دخل الشهيد ميدان العمل السياسي في سن مبكرة جدا، إذ انخرط في صفوف حركة أحباب البيان والحرية سنة 1945، كما أن مجازر الثامن من ماي بالشرق الجزائري جعلته يقتنع بحتمية الكفاح المسلح. لينضم سنة 1946 إلى حركة الإنتصار للحريات الديمقراطية. وعند تأسيس المنظمة السرية في فيفري 1947 كان الشهيد من بين أعضائها ومن العناصر التي تولت منصب المسؤولية في الشرق الجزائري.
غير أن نشاطه الواسع كان كفيلا بإثارة أعين العدو وخدامه، إذ تم إعتقاله عام 1952 مرتين فأودع السجن لكنه تمكن في كلا المرتين من الفرار، إحداهما من سجن سوق أهراس، والثانية من عيون بوزيان. في سنة 1952 دائما، ونتيجة لوشاية من طرف أحد الخونة، كادت شرطة العدو السرية أن تلقي عليه القبض رفقة جمع من رفقائه، لكنه تمكن من الإفلات منهم، والإختفاء عن الأنظار لمدة من الوقت. غير أن الإستعمار وفي 29 أكتوبر من نفس السنة يتمكن فعلا من إلقاء القبض على مجموعة من المناضلين، واستطاع الجلادون بعد أن أذاقوهم ألوانا من التعذيب الوحشي أن ينتزعوا منهم معلومات مكنت الشرطة من اكتشاف أماكن التدريب ومخازن الأسلحة، فقبض إثرها على البعض وفر البعض الآخر هاربا، وكان الشهيد بن عبد المالك رمضان من بينهم.
وفي 4 نوفمبر 1954، سقط البطل على مذبح الحرية إثر وشاية في منطقة سيدي العربي بولاية مستغانم بعد أن خاض معركة ضارية ضد قوات العدو. وبذلك يكون أول شهيد سقط فداء للوطن والحرية. يذكر أن الشهيد يعتبر عضوا في مجموعة الـ22، شارك في اجتماع جويلية الشهير، وساهم في الإعداد لإندلاع الثورة. إضافة إلى قيامه بعدة عمليات في نفس الإطار.