عبد الحفيظ بوصوف
ولد عبد الحفيظ بوصوف سنة 1926 بمدينة ميلة عمالة قسنطينة آنذاك وبها زاول دراسته، ابتداء من سنة 1943 انخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري. وفي 1945 عمل لدى "طبيب الثياب" كعامل تجاري LIVREUR وهكذا ومع إنشاء المنظمة السرية L’OS في 1947 كان بوصوف أحد قيادييها مسؤولا عن دائرة سكيكدة ونشط كثيرا خلا ل هذه الفترة لتعبئة الجماهير وهيكلة المنظمة مما لفت الإنتباه إليه.
بعد اكتشاف المنظمة السرية في مارس 1950 جرى البحث حثيثا على عبد الحفيظ بوصوف فعاد لفترة قصيرة إلى ميلة قبل أن يعينه حركة انتصار الحريات الديمقراطية على رأسها بوهران سنة 1951 لمدة سنة أين نشط في تلمسان، الغزوات ووهران.
ساهم بوصوف مع صفوة من المناضلين في تشكيل اللجنة الثورية للوحدة والعمل في 1954 وترأس اجتماعها الأول السري في منزل المناضل لياس دريش بالمدنية. وقد أعقب هذا الإجتماع اللقاء التاريخي الذي ضم نخبة من المناضلين السابقين في المنظمة السرية ضمن ما أصبح يعرف باجتماع مجموعة الـ 22 ومن بين أعضائها عبد الحفيظ بوصوف الذي عين بالمنطقة الخامسة ( وهران )، وبعد استشهاد بن عبد المالك، في 5 نوفمبر 54 أصبح نائبا لابن مهيدي قائد المنطقة الخامسة.
وبعد انعقاد مؤتمر الصومام رقي بوصوف إلى قائد الولاية الخامسة برتبة عقيد. عند استلم هذه الولاية في وضعية تنظيمية لا تحسد عليها فعمل على تنظيمها من جديد حسب مقتضيات المرحلة النضالية واقام أنظمة وشبكات للإشارة والاستعلامات لجمع كل ما يمكن من الجيش الفرنسي.
وفي نهاية نفس السنة أي في 16 ديسمبر 56 انشأ بوصوف بمعية بعض المناضلين إذاعة صوت الجزائر الحرة المكافحة وذلك بوسائل وإمكانيات الاتصالات اللاسلكية، كانت هذه الإذاعة تبث برامجها باللغة العربية، القبائلية والفرنسية.
في شهر سبتمبر 1957 عين عبد الحفيظ بوصوف عضوا في لجنة التنسيق و التنفيذ مما سيمكنه من تعميم تجربة التنظيم بالولاية الخامسة على المستوى الوطني، وفي إطار هذه اللجنة كلف بوصوف بمسؤولية الإتصالات العامة والمواصلات، وفي هذا الشأن اهتم أساسا بالمواصلات اللاسلكية حيث أصبحت الشبكة تغطي كل التراب الوطني وحتى بعض هياكل جبهة التحرير الوطني المتواجدة في الخارج مثل الرباط، تونس، القاهرة وغيرها وذلك في سنة 1957.
ونظرا لحاجة الثورة الدائمة للأسلحة والذخيرة وضمن نظرته الإستراتيجية الشاملة قامت مصالح عبد الحفيظ بوصوف بتصنيع مدافع الهاون، البنادق الرشاشة، القنابل والأسلحة الحريبة الأخرى.
وتحسبا لإمتداد الثورة لسنوات طويلة ونظرا لتضييق الخنادق على الثورة من خلال خطي شال وموريس أرسل بوصوف في 1961 دفعة من ثمانية (
طيارين للتخصص في نقل الأسلحة بواسطة الهيليوكبتر وفي مارس 1962 كان هذا الفريق جاهزا بالمغرب كما تم استقدام أربع طوافات كقطع غيار إلى المغرب وتم تركيبها هناك. وقد كان بوصوف وراء تكوين عدة دفعات من ضبط الطيران الحربي تكونت علميا وتطبيقيا في أشهر الكليات الحربية في كل من العراق، الصين، الإتحاد السوفياتي وغيره من الدول الشقيقة والصديقة. توفي في 31 ديسمبر 1980