مولود مخلص
ويعود انضمام شبان تكريت للقوات المسلحة الى مولود مخلص الذي ولد في تكريت وبنى سمعة اثناء الثورة العربية ضد العثمانيين في الحرب العالمية الاولى, وبعد تأسيس العراق اصبح مخلص احد المقربين الموثوقين من الملك فيصل الاول ونائب رئيس مجلس الشيوخ في ظل الملكية، واستخدم نفوذه في تعيين الشبان من تكريت بمراكز رفيعة في القوات المسلحة والشرطة، وهو ما دأب عليه اعوانه فيما بعد, وبذلك وفي اواخر الخمسينات تكونت عصبة قوية في قلب الجيش العراقي والمؤسسة الامنية، وقد تطلع صدام الذي كان يمتلك بنية قوية تؤهله لخوض الحرب للانضمام للاكاديمية، لكن لسوء حظه فانه لم يكن يمتلك اي مؤهلات علمية وشهادته الوحيدة انه خريج العوجة.
وتقترن عودة الشاب الطموح للعيش مع خاله في تكريت بحكايات مفادها ان خير الله الذي كان بمثابة والد صدام بالتبني، قد عرض مساعدة صدام للحصول على تعليم مناسب.
ووفقا لفؤاد مطر كاتب سيرة حياة صدام فان عائلة صدام كانت تريد منه ان يصبح مزارعا، على اساس انه لا فائدة من التعليم، لكن صدام اصبح مهتما بفكرة التحصيل العلمي والذهاب الى المدرسة بعد ان التقى بابن خاله عدنان خير الله، الذي ابلغه كيف انه يتعلم القراءة والكتابة والحساب, وعدنان هو ابن خير الله من زواجه الاول الذي اثمر ايضا عن انجاب ساجدة التي ستصبح الزوجة الاولى لصدام, بعد اطلاق سراحه تزوج خير الله من امرأة اخرى وانتقل عدنان وساجدة اللذان كانا يعيشان مع امهما في منزل والدها في بغداد اثناء سجن والدهما للسكن في تكريت, وقد اصبح عدنان اعز اصدقاء الطفولة لصدام، وتبوأ فيما بعد منصب وزير الدفاع وهو منصب احتفظ به حتى وفاته في ظروف غامضة بتحطم هليوكبتر, عام 1947 تأثر صدام بما سمعه من ابن خاله حتى انه قرر السفر معه الى تكريت للالتحاق بالمدرسة, ووفقا لسيرة حياته الرسمية: فقد كانت تلك «أول خطوة تمرد» يتخذها صدام، حيث كانت أسرته مازالت مقتنعة بأن التعليم ما هو الا مضيعة للوقت بالنسبة لابنهما.
الهدية مسدس
وكان صدام والناس نيام يغادر المنزل ويشق الظلام في طريقه، حيث يعمل بعض من أقاربه الذين كانوا يفاجأون بظهوره المفاجئ، لكنهم كانوا يتفهمون عندما بدأ يشرح لهم أسبابه وانه يريد الذهاب الى المدرسة ضد رغبة أسرته, وكان صدام يلقى التشجيع من هؤلاء الأقارب, قدموا له مسدسا وأركبوه سيارة الى تكريت حيث تم الترحيب به من قبل أقاربه وهنأوه على قراره, بعد ان أكمل السنة الأولى في المدرسة انتقل الى بغداد مع خاله خير الله طلفاح, أكمل دراسته الابتدائية في بغداد والتحق بعد ذلك بالمرحلة الثانوية.
وحتى في الريف العراقي في الاربعينيات حيث الناس يعيشون بعيدا عن حكم القانون، فان اعطاء مسدس لصبي في العاشرة من العمر حتى يعتمد على نفسه يبدو بعيد الاحتمال, وفي الريف العراقي فان الناس يكتسبون اسم العائلة عموما من مكان الولادة، ولهذا السبب فان اسم صدام يتوجب ان يكون صدام حسين العوجة، وليس كما يصر حتى يومنا هذا صدام حسين التكريتي.
ولم تكن تجربة صدام التعليمية ممتعة، فقد كان يزامل أطفالا في الخامسة من أعمارهم مما كان يسبب له حرجا وكلمات تنم عن السخرية, فكان يدخل في مشاجرات مع البعض منهم لهذه الأسباب, وقد تركت تهكمات أولئك الطلبة جروحا عميقة في نفسه, ويقال انه عندما شب عن الطوق عاد الى تكريت للانتقام ممن كانوا يسخرون منه وتصوره بعض الروايات بأنه كان صبيا يتصف بالشجاعة والجرأة، وكان يداعب أساتذته ببعض الممارسات الطريفة، مثلما فعل مع مدرس الدين الذي كان عندما يهم بمعانقته، يضع أفعى في ملابسه, ويقول أحد الذين عاصروه أيام الدراسة، ان الناظر قرر طرد صدام من المدرسة، وعندما علم صدام بذلك توجه الى مكتب ناظر المدرسة وهدده بالقتل فعدل الناظر عن قراره.
صبي عبوس
كان صدام يتلقى التشجيع بصفة خاصة من خاله وابن خاله عدنان الذي كان يكبره بثلاث سنوات للاستمرار في التحصيل العلمي, كانت الصور التي التقطت له في تلك الفترة تظهر صبيا عبوسا، حاد النظرات مظهره يدل على انه قادر على العناية بنفسه, وكان على صدام ان يتغلب على الكثير من العقبات للالتحاق بالمدرسة, لم يكن من الطلبة المتفوقين، رغم انه يتمتع بذاكرة ممتازة وقدرة تصويرية على تذكر التفاصيل, ويقول سعيد أبو الريش أحد المدافعين عنه ان صدام كان طفلا نجيبا وذكيا وأظهر قدرة على التعلم بسرعة، لكن هذا التقييم يتعاكس مع عدم استطاعة صدام النجاح في اختبار القبول الخاص بأكاديمية بغداد العسكرية التي كان تواقا الى الالتحاق بها, وقد شعر بالاهانة لرفض طلبه, وبعد ان تعزز موقفه في الحكومة عين نفسه برتبة لواء فخري, وبعد ان أصبح رئيسا منح نفسه رتبة مشير، وأعدم باطلاق الرصاص ابن مولود مخلص الضابط التكريتي الذي يرجع اليه الفضل في تعيين أبناء بلدته وأقاربه بمراكز مهمة في القوات المسلحة العراقية.
اكمل صدام دراسة الابتدائية سنة 1955 في تكريت، وانتقل مع عدنان خير الله الى بغداد حيث التحق الصبيان بمدرسة الكرخ الثانوية، وكان لانتقاله من تكريت الى بغداد تأثير مهم مثلما كان من العوجة الى تكريت, كانت بغداد في الخمسينات تعيش جوا من النشاط والتنافس السياسي، كان الشعور القومي في اوجه وقد توج ذلك بالانسحاب البريطاني في عقب الحرب العالمية الثانية, كانت حركة الاستقلال تموج في القاهرة بزعامة جمال عبد الناصر وتصميمه على تحرير القاهرة من محور النفوذ البريطاني، والذي أدى بالتالي الى ازمة السويس سنة 1956، والتي اثبتت انها المسمار الاخير في نعش الطموح الامبريالي البريطاني, وكان للنجاح الديبلوماسي الذي حققه عبد الناصر في السويس صداه في انحاء الشرق الاوسط كما شجع جماعات قومية اخرى وبخاصة في العراق، حيث كانت الملكية التي اقامتها بريطانية سنة 1922 ما تزال في الحكم ولا تحظى بالشعبية, وغازي الملك العراقي الوحيد الذي حظي بدعم شعب حقيقي، والذي اغضب البريطانيين نتيجة لذلك، وقتل في حادث تحطم سيارة غامض سنة 1939، وقد اتهم البريطانيون وحلفاؤهم في الحكومة البريطانية بأنهم وراء اغتياله, كان خليفته فيصل الثاني يبلغ الرابعة من عمره، وكانت البلاد تحكم فعليا من قبل عبد الاله والسياسي العراقي المحنك نوري السعيد، واللذين كانا من الموالين للبريطانيين وبعد نجاحات عبد الناصر ظهرت تناقضات بين اولئك الموالين للبريطانيين من امثال نوري وعبد الاله، والاحزاب القومية التي اخذت تعمل على قلب النظام الملكي.
البعد الجيوبوليتكي
والبعد الجيوبوليتكي الديناميكي الآخر والحاسم والذي كان له تأثيراته على السياسة في بغداد في الخمسينات تمثل بظهور الاتحاد السوفياتي كقوة عظمى, لم يكن السوفيات حريصين على تصدير ايديولوجيتهم الى الشرق الاوسط فحسب، ولكنهم كانوا يتطلعون الى كسر احتكار سيطرة الغرب على ثروة المنطقة النفطية الهائلة، واعتبر التهديد الشيوعي تهديدا خطيرا وحقيقيا سواء في واشنطن، التي زادت بعد تدخل دوايت ايزنهاور بعد ازمة السويس من تدخلها في الشرق الأوسط وفي لندن، التي كانت تحاول الحفاظ على بعض نفوذها في المنطقة سنة 1955. كانت الحكومة العراقية فعالة في اقامة حلف بغداد، وهو منظمة اقليمية دفاعية تتكون من بريطانيا، تركيا، ايران وباكستان، وكان الهدف من تشكيله مواجهة التهديد السوفياتي، مع ان نوري السعيد كان يأمل ان يشكل بديلا في نظر الرأي العام العربي للناصرية, وقد رد عبد الناصر بتوقيع صفقة سلاح ضخمة مع السوفيات، وأمم قناة السويس في السنة التالية, والى جانب ان هذا كله جعل من عبر الناصر زعيما وبطلا لا ينازع للقومية العربية، فانه جعل الحكومة العراقية تظهر بأنها اداة جاسوسية للمصالح الغربية.
وباعتباره احد المعنيين، وفي عيني صدام احد الابطال لانتفاضة 1941، كان خير الله نشطا في التيارات السياسية في تلك الفترة، انتقل خير الله للسكن في حي الكرخ الذي كان يقطنه مزيج من السنة والشيعة، والذي كان يشهد اعمالا قتالية بين الطائفتين, اثناء عمله بالتدريس كان خير الله يمارس النشاط السياسي.
الفرس واليهود والذباب
وكانت ارتباطاته واتصالاته السياسية محصورة مع ابناء بلدته وجماعته، وكان بين هؤلاء في ذلك الوقت احمد حسن البكر، ضابط الجيش التكريتي الذي أصبح رئيسا للعراق، الذي سيلعب دورا محوريا في صعود وارتقاء صدام للسلطة, كان البكر احد القياديين في حزب البعث الذي أسس حديثا، وهو حركة قومية عربية شكلت في سورية في أواخر الاربعينات, وكان البعثيون أعداء للشيوعيين الذين كانوا ينظرون اليهم بانهم يريدون ان يحلوا محل الاستعمار القديم، والفرق الوحيد ان الأول منبعه لندن والثاني جذوره في موسكو.
ولا تمثل روايات صدام عن هذه السنوات التشكيلية رؤية سياسية متعمقة, قال لأحد كتاب سير حياته ان الدافع الرئيسي لخاله تمثل في المقاومة والنضال ضد النخبة الحاكمة المحيطة بالملكية وداعميهم البريطانيين، بينما قال لآخر ان خاله كان يتحدث انطلاقا من رؤية قومية وليست شيوعية، ولعل نظرة على منشور كتبه خاله تلقي الضوء بصورة أكبر على تطور منظور خير الله السياسي الذي قال تحت عنوانه «ثلاثة لم يكن الله ليخلقهم، الفرس، اليهود والذباب»، وقد كتب ذلك عام 1981 بعد ان أصبح صدام رئيسا، وهو يمثل الى حد بعيد افقا نازيا يقول: «الفرس حيوانات خلقها الله على هيئة بشر بينما اليهود مزيج من القذارة ومخلفات اشكال شتى من البشر, اما الذباب وعلى النقيض، فانها مخلوقات ضعيفة، والتي لا نفهم هدف الله من خلقها», وكرئيس للعراق، فان سياسته الخارجية كانت تمليها كراهيته للفرس، او الايرانيين كما يعرفون حاليا والاسرائيليين, عام 1980 بدأ حرب السنوات الثماني مع ايران والتي نجمت عن مقتل مليون عراقي وايراني, بينما اطلق اثناء حرب الخليج عام 1991 دفعات من صواريخ سكود على اسرائيل, وقد كافأ صدام خير الله مقابل تعليمه له، بان عينه رئيس بلدية بغداد، وهو منصب استغله اسوأ استغلال وممارسة الفساد الزائد، حتى ان صدام اضطر لعزله واغلاق 17 من شركاته واعتقال مديريها.
وليس هناك شك بأن تأثير ونفوذ خير الله على صدام كان ضارا ومؤذيا مثلما كان زوج امه, ولم يمض وقت طويل حتى بدأ صدام بتهديد الخصوم السياسيين او كل من يسيء اليه, ومع انتهاء سنوات المراهقة أصبح صدام صاحب بنية قوية مفتول العضلات وطويل القامة (6 أقدام وانشان), يتحدث بلهجة فلاحية وخطبه تمتزج بعامية تكريتية, ولم يتخل عن لهجته التكريتية حتى بعد ان أصبح رئيسا، خطبه العلنية لا تتقيد بالقواعد اللغوية، وكذلك احاديثه الخاصة، وهو ما كان يربك المترجمين الرسميين ويسبب لهم المشاكل.
عضو الفتوة
في بغداد وفي اواخر الخمسينات، فان صدام ربما كان عضوا في الفتوة، وهي منظمة شبيبة شبه عسكرية على غرار شبيبة هتلر، والتي شكلت اثناء حكم الملك غازي في الثلاثينات, كانت أهداف الفتوة تدعو الى ان يعمل العراق على توحيد العرب بالكيفية نفسها التي وحد بها سكان بروسيا الألمان، وبتشجيع من خير الله فان صدام كان يشاهد في مقدمة أي تظاهرة او اعمال عنف ضد الحكومة، وفي مثل هذه الأجواءمن العنف والفوضى، فان القضية كانت مسألة وقت فقط قبل ان يعمد صدام الى قتل احد الاشخاص.
وكما هي الحال بالنسبة لسنوات صدام الأولى، فان هناك درجة من عدم اليقين في ما يتعلق بالهوية الحقيقية لأولى ضحاياه، ورغم انه يقيم رسميا في بغداد، فقد كان يسافر باستمرار الى تكريت، وكان ينظم اعمال العنف والتظاهر وهناك مثل يقول عندما يأتي اهالي العوجة فمن الأفضل اغلاق ابوابكم، تقول احدى الروايات ان اولى ضحايا صدام هو ابن عم له اساء الى زوج امه حسن الابراهيم، ورغم عدم وجود دليل يدعم هذا الزعم، فان أعمال القتل هذه كانت مألوفة، وليس من الغريب ان يكون حسن قد ارسل وراء ابن زوجته لحل نزاع في البلدة.
لكن ليس هناك أي شك بعلاقة صدام في مقتل سعدون التكريتي، وهو عضو في الحزب الشيوعي كان يعمل كمسؤول محلي للحزب وقتل في اكتوبر 1958، كان البعثيون اعداء مريدين للشيوعيين، وبالتأكيد فان خير الله احد ممثلي البعث الرئيسيين في تكريت، لم يكن يشعر بالارتياح ازاء تمتع شيوعي بسلطة في المدينة، لكن الدافع الحقيقي وراء الجريمة، كان معرفة سعدون بسجل وخلفية خير الله البغيضة، وعندما عين خير الله مديرا للتعليم في بغداد سنة 1958، وعلم سعدون التكريتي بالأمر وتوجه الى بغداد وابلغ السلطات بماضي خير الله والذي عزل من وظيفته الجديدة ولما لم يمض سوى بضعة اشهر على تعيينه, ورد خير الله بالطريقة الوحيدة التي يعرفها، وامر ابن اخته بالانتقام له، ونفذ صدام أوامر خاله دونما أي تردد.
تمت الجريمة في تكريت، وبينما كان سعدون عائدا الى منزله ليلا من احد المقاهي انقض عليه صدام قرب باب منزله مستغلا العتمة واطلق عليه رصاصة واحدة من المسدس الذي اعطاه اياه خير الله فاراده قتيلا.
بعد هذا الحادث اعتقل خير الله وصدام واودعا السجن لمدة ستة شهور، قبل ان يطلق سراحهما بسبب عدم توافر الأدلة، عاد صدام الى بغداد واستأنف ممارسة نشاطه السياسي وكسب قوته بالعمل كمحصل في احد الباصات.
ونتيجة لانشطته في تكريت، فان صدام اكتسب شهرة، ليس كتلك التي كان يأمل بها كضابط يتدرب في اكاديمية بغداد العسكرية، ولكن كمحرض سياسي لا ينفر من ارتكاب جريمة قتل لتحقيق هدفه, ربما يكون حزب البعث صغيرا ثلاثمئة عضو فقط عام 1958، لكن كانت لديه طموحات، وقادته لم يكونوا يتلكأون في الاعتراف بمواهب اعضائه من الشبان, وان كان لحزب البعث ان يحقق هدفه في الاستيلاء على السلطة، فقد كان عليه اولا الخلاص من الحكومة, وهكذا فان المهمة الرسمية التالية التي اوكلت اليه تتمثل في اغتيال الرئيس العراقي الجديد.
* صدام حسين بدأ حياته السياسية عميلاً لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية
كان اسقاط الملكية العراقية ابان ثورة 1958 واحدا من اكثر الاحداث دموية في التاريخ الحديث للشرق الأوسط, ففي وقت مبكر من صباح يوم 14 يوليو، اقتحمت وحدات من الجيش تطلق على نفسها اسم »الضباط الاحرار« القصر الملكي في قصر الرحاب, دمرت المدفعية الجزء الأعلى من المبنى، واجبروا الملك فيصل الثاني والوصي، واسرهم على الهرب من المبنى الى ساحة القصر، حيث احاط بهم الضباط, ودونما اي اعتبار للنساء والاطفال تم قتلهم جميعا, كانت الناجية الوحيدة من حمام الدم، زوجة الوصي، لانها اعتبرت ميتة وسط كومة الجثث الملكية, وكان قادة الانقلاب مصممين على الا يتركوا اي اثر للعائلة العراقية الملكية، حتى لا يكون لهم اي نواة في المستقبل, وكانت لفتة الاحترام الوحيدة التي ابداها قادة الانقلاب، قد تمثلت في اخذ جثة الملك الصغير لدفنها في مكان سري.
اما جثة عم الملك والوصي السابق عبدالاله فقد اعطيت للعامة, وقد اتهم عبدالاله ورئيس الوزراء نوري السعيد بالمسؤولية عن السياسة الموالية للبريطانيين واشتبه بمسؤوليتهما عن مقتل الملك غازي، الوحيد الذي كان يحظى بالولاء من قبل الشعب العراقي اثناء فترة حكمه القصيرة في الثلاثينات, تم سحل جثة عبدالاله في الشوارع حيث تم ربطها إلى سيارة قبل تقطيعها بطريقة بشعة، وتم عرض الأشلاء والاجزاء المتبقية في وزارة الدفاع، وفي المكان نفسه الذي تم فيه شنق اربعة من الضباط الكبار على يد البريطانيين لدورهم في ثورة 1941. تمكن نوري السعيد من النجاة طيلة يومين قبل ان يقبض عليه متخفيا بملابس امرأة اثناء محاولته الهرب, حاول نوري السعيد المقاومة بمسدسه، لكنه سرعان ما تمت السيطرة عليه وقتله, ولم يكتف الضباط بذلك، بل انهم داسوه بسيارتهم مرات عدة قبل ان يتم دفن ما تبقى من الجثة, لكن مجموعة من الغوغاء نبشوا جثته ومثلوا بها، وطافوا ببعض الاجزاء في الشوارع.
أين صدام؟
اما مكان وجود صدام اثناء ايام ثورة 1958، فلم يكن معروفا, لكن يمكن القول ان البعثي الشاب وخاله كان لهما دور اثناء العنف الذي رحمك الله يا صدام ..