عبد الرشيد شبيرة.....رثاء ياسين

ياسين( رسالة الطفولة الجريحة)

(رثائية في الطفل ياسين بوشلوح المختطف ببرج الكيفان- الجزائر العاصمة)
عبد الرشيد شبيـرة – 27جوان 2007
بلدية امسيف – ولاية المسيلة - الجزائـــر

لم يأت يلهو في جراح طفولــــة وشمت على وجه الحضارة عارنا
لم يأتنا كي يطفئ اللهب الــــذي قد أضرمته يد الجنون تفننا
لعصابة رقصت وغنت حينمـــا عزف البريء أنينه وتشجنا
زعموا الفحولة قد نمت أشياؤها فتدارسوا فن التوحش والخنا

وتخرجوا بمغارة عصريــــــــة وتقنعوا وجه السماحة بيننا
كي يصنعوا المجد الطريد وحلمهم فيساوموا القلب المثقل بالضنى

أو يرهبوا قلب البريء بغابـــــة يا للوحوش استأسدوا في طفلنا
بئس الرجولة في البراءة تُبتغـــى عدم المروءة من أراد بها الغنى

رصدوا البراءة تنتشي في حييها واستقلعوا كبدا بريئا آمنا

خدعوه بالحلوى ووجه باســـــــم أوكمموا فيه الصراخ المحزنا

كفراشة حامت بضوء شــــــرارة وإذا لهيب الجمر يخطف للفنا

ياسين أينك كم تركت فواجعــــــا في كل قلب قد بكى, وتضامنا

ياسين أينك أظلمت آفاقـــــــــــــنا ما عاد فينا الدمع يطفئ نارنا

ياسين أينك فالطفولة رُوعــــــــت, ألعابها في الصمت ترثي حالنا

هل غيبتك شراسة يندى لـــــــــها وجه الزمان بصرخة كم أعلن

هذي المدينة طفلها مسترهـــــــب ما عاد يحلم مثل سابق عهدنا

غول الطفولة قد تكاثر نسلــــــــه أشباحه خلف البيوت وبيننا
خطفوك يا نبع الأمومة وانتشوا والنار تصنع بالطفولة جمرنا

غمسوا أظافرهم بماء عيونـــــــه لما انتهوا من فعلهم وتهون

وتقاذفنه مخالب وسط الدجى يا بؤسه بين الدماء تلون

غرقت قلوب في الدموع ولوعـــة عصفت بعش كان ينعم بالهنا
حتى الرئيس تسمرت أنفاسه من للطفولة سيدي كي تأمنا؟
خمسون يوما والقلوب شريدة بين الرجاء وبين يأس أوهن

مرت دهورا في الدجى بين اللظى واحر قلب بالفجيعة أثخن

ما لملموا كبدا ينادي في الدجــــى ياسين أينك يابني حرقتنا

هاج الحنين بأمه فتأوهت وإذا بطيف بالحبيبة قد دنا
مدت يديها أرسلت بسماتها قفزت لتهمس أنت يا قلبي هنا
لكنه طيف كحلم عابر يأتي الجراح مخففا ومهونا
وأب يمزق قلبه صوت أتى كالسهم: ابنك لو ترى ماذا جنى؟
هيا أبي إن الوحوش تفننوا في نهش لحمي, كم أبيت مجننا
رحماك ربي باللذين تعلقا بالصبر حينا, ريثما يأتي المنى
بكت القلوب لطفلها ولكل من مد اليد البيضاء منا محسنا
فتوحد الشعب الكريم بجرحه عجبا لنا إلا الجراح تلمنا !
والكلب يسمع من هناك ضجيجنا قد ضاق ذرعا بالبكا فاستأذن !

وجرى ليكشف عن أنبن طفولة ويفك قيدا بالعظام تمكن
فإذا به يلقاه في عمق الردى ختموا عليه كآبة فتعفنا
وصدى أنين رددته صخوره فلربما تصغي الوحوش لطفلنا !

لكنها عميت ,وصمت ,وانتشت من جرحه وكأن ذا عين المنى
ماذا جنيتم يا ذئاب مدينتي من زج طفل في سراديب الفنا ؟
ماذا جنيتم حين هشم جرمكم كبدين صارا في اللهيب وفي العنا ؟

جمر الفجيعة كامن بقلوبنا يذكيه طفل يختفي من حينا
أم هل نسيتم أنكم طفل مضى قد كان يمرح في الأزقة آمنا ؟!

عبد الرشيد شبيرة.....رثاء ياسين Usoous10

عبد الرشيد شبيرة.....رثاء ياسين Usoous10

قلم أحب أن أقرأ له بارك الله في قلمك يا عبد الرشيد واصل عطاءك

» من قصائد الشيخ الريغي شبيرة
» ديوان الشيخ الريغي شبيرة
» الشهيد الشيخ أحمد ياسين